صفحة جزء
إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم

إذ تلقونه بحذف إحدى التاءين ظرف للمس ، أي : لمسكم ذلك العذاب العظيم وقت تلقيكم إياه من المخترعين . بألسنتكم والتلقي والتلقف والتلقن معان متقاربة ، خلا أن في الأول معنى الاستقبال ، وفي الثاني معنى الخطف والأخذ بسرعة ، وفي الثالث معنى الحذق والمهارة . وقرئ : "تتلقونه" على الأصل ، و"تلقونه" من لقيه ، و"تلقونه" بكسر حرف المضارعة ، و"تلقونه" من إلقاء بعضهم على بعض ، و"تلقونه" و "تألقونه" من الولق والألق وهو الكذب ، و"تثقفونه" من ثقفته : إذا طلبته فوجدته ، و"تثقفونه" أي : "تتعبونه" .

وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم أي : تقولون قولا مختصا بالأفواه من غير أن يكون له مصداق ومنشأ في القلوب لأنه ليس بتعبير عن علم به في قلوبكم كقوله تعالى : يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم .

وتحسبونه هينا سهلا لا تبعة له ، أو ليس له كثير عقوبة . وهو عند الله والحال أنه عنده عز وجل عظيم لا يقادر قدره في الوزر واستجرار العذاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية