[ ص: 49 ] 73ـ سورة المزمل
سورة المزمل مكية إلا آية عشرة، إحدى عشرة، عشرون فمدنية، وآياتها عشرون
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها المزمل يا أيها المزمل أي: المتزمل بثيابه إذا تلفف بها، فأدغم التاء في الزاء، وقد قرئ: على الأصل، وقرئ: (المزمل) من زمله، مبنيا للمفعول ومبنيا للفاعل، قيل: خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم تهجينا لما كان عليه من الحالة، حيث كان عليه الصلاة والسلام متلففا بقطيفة مستعدا للنوم ـ كما يفعله من لا يهمه أمر ولا يعنيه شأن ـ فأمر بأن يترك التزمل إلى التشمر للعبادة والهجود إلى التهجد، وقيل: دخل عليه الصلاة والسلام على
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة وقد جئث فرقا أول ما أتاه
جبريل عليهما السلام وبوادره ترعد فقال: زملوني زملوني، فحسب أنه عرض له، فبينما هو على ذلك إذ ناداه
جبريل ، فقال: "ياأيها المزمل" فيكون تخصيص وصف التزمل بالخطاب للملاطفة والتأنيس، كما في قوله عليه الصلاة والسلام
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي رضي الله عنه حين غاضب
nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة رضي الله عنها، فأتاه وهو نائم وقد لصق بجنبه التراب:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650422 "قم يا أبا تراب" ملاطفة وإشعارا بأنه غير عاتب عليه، وقيل: المعنى: ياأيها الذي زمل أمرا عظيما هو أمر النبوة، أي: حمله، والزمل الحمل وازدمله،أي: احتمله، فالتعرض للوصف حينئذ للإشعار بعليته للقيام، أو للأمر به، فإن تحميله عليه الصلاة والسلام لأعباء النبوة مما يوجب الأجتهاد في العبادة.