فصل : ثم يدفع بعد الغروب من
عرفة مع الأمير على طريق المأزمين لأنه صلى الله عليه وسلم سلكه ( إلى
مزدلفة ) من الزلف وهو التقرب لأن
الحجاج إذا أفاضوا من عرفات ازدلفوا إليها ، أي تقربوا ومضوا إليها وتسمى جمعا ، لاجتماع الناس بها ( وهي ) أي
مزدلفة ( ما بين
المأزمين ) بالهمز وكسر الزاي وهما جبلان بين
عرفة ومزدلفة (
ووادي محسر ) بالحاء المهملة والسين المهملة المشددة : واد بين
مزدلفة ومنى ، سمي بذلك لأنه يحسر سالكه ( بسكينة ) لقول
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=40145ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق القصواء بالزمام ، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمنى : أيها الناس السكينة السكينة } ( مستغفرا ) لأنه لائق بالحال ( يسرع في الفرجة ) لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14655كان النبي صلى الله عليه وسلم يسير العنق فإذا وجد فجوة نص } أي أسرع لأن العنق انبساط السير والنص فوق العنق
( فإذا بلغها ) أي مزدلفة ( جمع العشاءين بها ) من يجوز له الجمع ( قبل حط رحله ) لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد قال :
[ ص: 582 ] {
nindex.php?page=hadith&LINKID=18880دفع النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال ، ثم توضأ فقلت له الصلاة يا رسول الله فقال الصلاة أمامك فركب فلما جاء مزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ، ثم أقيمت الصلاة فصلى العشاء ولم يصل بينهما } متفق عليه ( وإن صلى المغرب بالطريق ترك السنة ) للخبر ( وأجزأه ) لأن كل صلاتين جاز الجمع بينهما جاز التفريق بينهما ، كالظهر والعصر
بعرفة وفعله صلى الله عليه وسلم محمول على الأفضل
( ومن
فاتته الصلاة مع الإمام بعرفة أو مزدلفة جمع وحده ) لفعل
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ( ثم يبيت بها ) أي
بمزدلفة وجوبا لأنه صلى الله عليه وسلم بات بها وقال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=32156لتأخذوا عني مناسككم } وليس بركن لحديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14046الحج عرفة فمن جاء قبل ليلة جمع فقد تم حجه } أي جاء
عرفة ( وله ) أي الحاج ( الدفع ) من مزدلفة ( قبل الإمام بعد نصف الليل ) لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس {
nindex.php?page=hadith&LINKID=29259كنت فيمن قدم النبي صلى الله عليه وسلم في ضعفة أهله من مزدلفة إلى منى } متفق عليه .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=24168أرسل النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=54بأم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر ، ثم مضت فأفاضت } رواه
أبو داود
( وفيه ) أي
الدفع من مزدلفة ( قبله ) أي نصف الليل على ( غير رعاة و ) غير ( سقاة ) زمزم ( دم ) علم الحكم أو جهله نسيه أو ذكره لأنه ترك واجبا والنسيان إثما يؤثر في جعل الموجود كالمعدوم ، لا في جعل المعدوم كالموجود وأما السقاة والرعاة فلا دم عليهم لأنه صلى الله عليه وسلم رخص للرعاة في ترك البيتوتة في حديث
عدي ورخص
nindex.php?page=showalam&ids=18للعباس في ترك البيتوتة لأجل سقايته وللمشقة عليهم بالمبيت ( ما لم يعد إليها ) أي
المزدلفة ( قبل الفجر ) نصا فإن عاد إليها قبله فلا دم ( كمن لم يأتها ) أي
مزدلفة ( إلا في النصف الثاني ) من الليل لأنه لم يدرك فيها جزءا من النصف الأول فلم يتعلق به حكم كمن لم يأت
عرفة إلا ليلا
( ومن
أصبح بها ) أي مزدلفة ( صلى الصبح بغلس ) لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر يرفعه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20884صلى الصبح بها حين تبين له الصبح بأذان وإقامة } وليتسع وقت وقوفه
بالمشعر الحرام ( ثم أتى
المشعر الحرام ) سمي به لأنه من علامات الحج واسمه في الأصل : قزح وهو جبل صغير
بمزدلفة ( فرقى عليه ) إن سهل ( أو وقف عنده وحمد الله تعالى وهلل وكبر ) لحديث "
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=17599أتى المشعر الحرام ورقى عليه فحمد الله وهلله وكبره } ( ودعا فقال : اللهم كما وقفتنا فيه وأريتنا إياه فوفقنا لذكرك كما هديتنا واغفر لنا وارحمنا كما وعدتنا بقولك وقولك الحق {
فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله } - الآيتين - إلى {
غفور رحيم } ) يكرره إلى الإسفار لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=33053لم يزل واقفا عند المشعر الحرام حتى أسفر جدا }
( فإذا أسفر جدا سار ) قبل طلوع الشمس قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=8659كان أهل الجاهلية لا يفيضون من جمع حتى تطلع الشمس ، ويقولون : أشرق ثبير كيما نغير وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهم ، فأفاض قبل أن تطلع }
[ ص: 583 ] رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ويسير ( بسكينة ) لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس {
nindex.php?page=hadith&LINKID=870أردف النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=69الفضل بن عباس ، ثم قال : أيها الناس إن البر ليس بإيجاف الخيل والإبل فعليكم بالسكينة }
( فإذا بلغ محسرا أسرع قدر رمية حجر ) إن كان ماشيا وإلا حرك دابته لقول
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=17797حتى أتى بطن وادي محسر فحرك قليلا } وعن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر " أنه لما أتى
محسرا أسرع وقال :
إليك تعدو قلقا وضينها مخالفا دين النصارى دينها معترضا في بطنها جنينها