ولما بين لهم نعمته بتوسعته عليهم؛ بما ضيقوا به على أنفسهم؛ بين لهم نعمة أخرى؛ بتمييزهم على بني إسرائيل؛ فقال (تعالى):
[ ص: 271 ] وعلى الذين هادوا ؛ أي: اليهود؛
حرمنا ؛ أي: بعظمتنا؛ عقوبة لهم؛ بعدوانهم؛ وكذبهم على ربهم؛
ما قصصنا ؛ أي: بما لنا من العظمة؛ التي كان المقصوص بها معجزا؛
عليك
ولما لم يكن قص ذلك عليه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - مستغرقا زمان القبل؛ أدخل الجار؛ فقال:
من قبل ؛ أي: في "الأنعام"؛
وما ظلمناهم ؛ أي: الذين وقع منهم الهود؛ بتحريمنا عليهم ما حرمنا؛
ولكن كانوا ؛ أي: دائما؛ طبعا لهم؛ وخلقا مستمرا؛
أنفسهم ؛ أي: خاصة؛
يظلمون ؛ أي: بالبغي؛ والكفر؛ فضيقنا عليهم معاملة بالعدل؛ وعاملناكم أنتم - حيث ظلمتم - بالفضل؛ فاشكروا النعمة؛ واحذروا غوائل النقمة.