ولما بين تعالى ما سلبه عن الكافرين من محبته أتبعه ما أثبته للمؤمنين المصدقين من رحمة الملوح إليهم فيما قبل بالعطف على غير معطوف عليه ظاهر كما تقدم آنفا على وجه لم يخله من ذكر النفقة فقال تعالى مشيرا إلى قسيم
ومن عاد إن الذين آمنوا أي صدقوا بجميع ما أتتهم به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم عن الله سبحانه وتعالى
وعملوا تصديقا لإيمانهم
الصالحات ائتمارا
[ ص: 137 ] وانتهاء لا سيما ترك الربا.
ولما كانت
الصلاة زبدة الدين فيما بين الحق والخلق خصها بالذكر فقال:
وأقاموا الصلاة بجميع حدودها
إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولما كان الإيثار أجل ما بين الحق والخلق وزبدته إخراج الواجب من المال عن طيب نفس قال:
وآتوا الزكاة فضلا عن أن يبخلوا فضلا عن أن يربوا ودل على أن جزاءهم بحسب النيات لثباتهم في فتنة الردة بقوله:
لهم أجرهم وأعلم بحفظه وتنميته بقوله:
عند ربهم وآذن بتمام الانتفاع بقوله:
ولا خوف عليهم أي من طارق يطرقهم بغير ما يلائمهم لأنهم في كنف العزيز العليم
ولا هم يحزنون على شيء فاتهم فهم في غاية الرضى بما هم فيه، ولعظيم الجدوى في ذلك كرره في هذه الآيات غير مرة ونوه به كرة في أثر كرة.