صفحة جزء
ولما عظم سبحانه آيات الكتاب بما فيها من الجمع من النشر مع الإبانة ، ذكر حاله فقال : هدى ولما كان الشيء قد يهدي إلى مقصود يكدر حال قاصده ، قال نافيا لذلك ، وعطف [عليه] بالواو دلالة على الكمال في كل من الوصفين : وبشرى [أي : ] عظيمة.

فلما تشوفت النفوس ، وارتاحت القلوب ، فطم من ليس بأهل عن عظيم هذه الثمرة فقال : للمؤمنين أي : الذين صار ذلك لهم [ ص: 126 ] وصفا لازما بما كان لهم قبل دعاء الداعي من طهارة الأخلاق ، وطيب الأعراق ، وفي التصريح بهذا الحال تلويح بأنه فتنة وإنذار للكافرين يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا فأما الذين في قلوبهم زيغ - الآية ، قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى إلى غير ذلك من الآيات.

التالي السابق


الخدمات العلمية