ولما كان التقدير: لم يؤمنوا به ولا لأجله ولم يعتزلوه، بل بغوا له الغوائل وراموا أن يواقعوا به الدواهي والقواصم، فلم يقدروا على ذلك وآذوا قومه وطال البلاء، سبب عنه قوله:
فدعا ربه الذي أحسن إليه وضمن له سياسته وسياسة قومه، ثم فسر ما دعا به بقوله:
أن هؤلاء [أي] الحقيرون الأراذل الذليلون
قوم أي: لهم قوة على القيام بما يحاولونه
مجرمون أي: عريقون في قطع ما أمرت به أن يوصل، وذلك متضمن وصل ما أمرت به أن يقطع، فكان المعنى: فدعا بهذا المعنى، ولذلك أتى "بأن" الدالة على المصدرية.