ولما كان السياق للمتقين، فكان ربما ظن أن هذا الذي فعل بهم حق لهم لا بد و [لا] محيد عنه، بين أن الأمر على غير ذلك، وأنه سبحانه لو واخذهم ولم يعاملهم بفضله وعفوه لهلكوا، فقال:
فضلا أي: فعل بهم ذلك [لأجل] الفضل، ولذلك عدل عن مظهر العظمة فقال تعالى:
من ربك أي: المحسن [إليك] بكمال إحسانه إلى اتباعك إحسانا يليق بك، قال
الرازي في اللوامع: أصل الإيمان رؤية الفضل في جميع الأحوال. ولما عظمه تعالى بإظهار هذه الصفة مضافة إليه صلى الله عليه وسلم، زاد في تعظيمه بالإشارة بأداة البعد فقال:
ذلك أي: الفضل العظيم الواسع
هو [أي] خاصة
الفوز أي: الظفر بجميع المطالب
العظيم الذي لم يدع جهة الشرف إلا ملأها.