ولما تسبب عن هذا تهديدهم؛ قال - مهولا لوعيدهم بالإبهام؛ والتعجيب منه بالاستفهام؛ معلما بأنهم سيندمون حين لا ينفعهم الندم؛ ولا يغني عنهم الاعتذار -:
فكيف ؛ أي: يكون حالهم؛
إذا أصابتهم مصيبة ؛ أي: عقوبة هائلة؛
بما قدمت أيديهم ؛ مما ذكرنا؛ ومن غيره.
ولما كان الذي ينبغي أن يكون تناقضهم بعيدا؛ لأن الكذب عند
العرب كان شديدا; قال:
ثم جاءوك ؛ أي: خاضعين بما لينت منهم تلك المصيبة؛ حال كونهم
يحلفون بالله ؛ أي: الحاوي لصفات الكمال؛ من الجلال؛ والجمال؛ غير مستحضرين لصفة من صفاته؛
إن ؛ أي: ما؛
أردنا ؛ أي: في جميع أحوالنا؛ وبسائر أفعالنا؛
إلا إحسانا وتوفيقا ؛ أي: أن تكون الأمور على الوجه الأحسن والأوفق؛ لما رأينا في ذلك مما خفي على غيرنا؛ وقد كذبوا في جميع ذلك.