[ ص: 381 ] آ. (4) قوله :
والذين يرمون المحصنات : كقوله:
"الزانية والزاني فاجلدوا"، فيعود فيه ما تقدم بحاله. وقوله: "المحصنات" فيه وجهان أحدهما: أن المراد به النساء فقط، وإنما خصهن بالذكر; لأن قذفهن أشنع. والثاني: أن المراد بهن النساء والرجال، وعلى هذا فيقال: كيف غلب المؤنث على المذكر؟ والجواب: أنه صفة لشيء محذوف يعم الرجال والنساء، أي: الأنفس المحصنات وهو بعيد. أو تقول: ثم معطوف محذوف لفهم المعنى، والإجماع على أن حكمهم حكمهن أي: والمحصنين.
قوله:
"بأربعة شهداء" العامة على إضافة اسم العدد للمعدود. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12013أبو زرعة وعبد الله بن مسلم بالتنوين في العدد، واستفصح الناس هذه القراءة حتى جاوز بعضهم الحد، كابن جني، ففضلها على قراءة العامة قال: "لأن المعدود متى كان صفة فالأجود الإتباع دون الإضافة. تقول: عندي ثلاثة ضاربون، ويضعف ثلاثة ضاربين" وهذا غلط، لأن الصفة التي جرت مجرى الأسماء تعطى حكمها فيضاف إليها العدد، و "شهداء" من ذلك; فإنه كثر حذف موصوفه. قال تعالى:
"من كل أمة بشهيد" "واستشهدوا شهيدين". وتقول: عندي ثلاثة أعبد، وكل ذلك صفة في الأصل.
ونقل
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية عن
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أنه لا يجيز تنوين العدد إلا في شعر، وليس
[ ص: 382 ] كما نقله عنه، إنما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ذلك في الأسماء نحو: ثلاثة رجال، وأما الصفات ففيها التفصيل المتقدم.
وفي
"شهداء" على هذه القراءة ثلاثة أوجه. أحدها: أنه تمييز. وهذا فاسد; لأن من ثلاثة إلى عشرة يضاف لمميزه ليس إلا، وغير ذلك ضرورة. الثاني: أنه حال وهو ضعيف أيضا لمجيئها من النكرة من غير مخصص. الثالث: أنها مجرورة نعتا لأربعة، ولم ينصرف لألف التأنيث.
قوله:
"وأولئك هم الفاسقون" يجوز أن تكون هذه الجملة مستأنفة. وهو الأظهر، وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء فيها أن تكون حالا.