آ. (11) قوله :
إن الذين جاءوا بالإفك : في خبر "إن" وجهان، أحدهما: أنه " عصبة " و " منكم " صفته. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: "وبه أفاد الخبر". والثاني: أن الخبر الجملة من قوله
"لا تحسبوه" ويكون "عصبة" بدلا من فاعل "جاؤوا". قال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية: "التقدير: إن فعل الذين. وهذا أنسق
[ ص: 389 ] في المعنى وأكثر فائدة من أن يكون "عصبة" خبر إن. كذا أورده عنه الشيخ غير معترض عليه. والاعتراض عليه واضح: من حيث إنه أوقع خبر "إن" جملة طلبية، وقد تقدم أنه لا يجوز. وإن ورد منه شيء في الشعر أول كالبيتين المتقدمين، وتقدير
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية ذلك المضاف قبل الموصول ليصح به التركيب الكلامي; إذ لو لم يقدر لكان التركيب: لا تحسبوهم. ولا يعود الضمير في "لا تحسبوه" على قول
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية على الإفك لئلا تخلو الجملة من رابط يربطها بالمبتدأ. وفي قول غيره يجوز أن يعود على الإفك أو على القذف، أو على المصدر المفهوم من "جاؤوا" أو على ما نال المسلمين من الغم.
قوله: "كبره" العامة على كسر الكاف، وضمها في قراءته
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء وأبو البرهسم nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد وعمرة بنت عبد الرحمن، ورويت أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي فقيل: هما لغتان في مصدر كبر الشيء أي: عظم، لكن غلب في الاستعمال أن المضموم في السن والمكانة يقال: هو كبر القوم بالضم أي: أكبرهم سنا أو مكانة. وفي الحديث - في قصة
محيصة وحويصة- "الكبر الكبر" وقيل: الضم معظم الإفك، وبالكسر البداءة به. وقيل: بالكسر الإثم.
[ ص: 390 ]