آ. (36) قوله :
في بيوت : فيها ستة أوجه. أحدها: أنها صفة لـ "مشكاة" أي: كمشكاة في بيوت أي: في بيت من بيوت الله. الثاني: أنه صفة لمصباح. الثالث: أنه صفة لـ
"زجاجة". الرابع: أنه متعلق بـ " توقد ". وعلى هذه الأقوال لا يوقف على "عليم". الخامس: أنه متعلق بمحذوف كقوله
"في تسع آيات" أي: يسبحونه في بيوت. السادس: أن يتعلق بـ "يسبح" أي: يسبح رجال في بيوت. وفيها تكرير للتوكيد كقوله:
"ففي الجنة خالدين فيها". وعلى هذين القولين فيوقف على "عليم". وقال الشيخ: "وعلى هذه الأقوال الثلاثة" ولم يذكر سوى قولين.
قوله:
"أذن الله" في محل جر صفة لـ "بيوت"، و "أن ترفع" على حذف الجار أي: في أن ترفع. ولا يجوز تعلق "في بيوت" بقوله: "ويذكر" لأنه عطف على ما في حيز "أن"، وما بعد "أن" لا يتقدم عليها.
قوله:
"يسبح" قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر بفتح الباء مبنيا للمفعول.
[ ص: 410 ] والقائم مقام الفاعل أحد المجرورات الثلاثة. والأولى منها بذلك الأول لاحتياج العامل إلى مرفوعه، والذي يليه أولى. و "رجال" على هذه القراءة مرفوع على أحد وجهين: إما بفعل مقدر لتعذر إسناد الفعل إليه، وكأنه جواب سؤال مقدر، كأنه قيل: من يسبحه؟ فقيل: يسبحه رجال. وعليه في أحد الوجهين قول الشاعر:
3448 - ليبك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطوائح
كأنه قيل: من يبكيه؟ فقيل: يبكيه ضارع. إلا أن في اقتياس هذا خلافا، منهم من جوزه، ومنهم من منعه. والوجه الثاني في البيت: أن "يزيد" منادى حذف منه حرف النداء أي: يا يزيد، وهو ضعيف جدا.
والثاني: أن رجالا خبر مبتدأ محذوف أي: المسبحه رجال. وعلى هذه القراءة يوقف على الآصال.
وباقي السبعة بكسر الباء مبنيا للفاعل. والفاعل "رجال" فلا يوقف على الآصال.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابن وثاب وأبو حيوة "تسبح" بالتاء من فوق وكسر الباء; لأن جمع التكسير يعامل معاملة المؤنث في بعض الأحكام وهذا منها. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر كذلك إلا أنه فتح الباء. وخرجها
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري على إسناد الفعل إلى الغدو والآصال على زيادة الباء، كقولهم: "صيد عليه يومان" أي: وحشها.
[ ص: 411 ] وخرجها غيره على أن القائم مقام الفاعل ضمير التسبيحة أي: تسبح التسبيحة، على المجاز المسوغ لإسناده إلى الوقتين، كما خرجوا قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبي جعفر أيضا "ليجزى قوما [بما كانوا يكسبون] " أي: ليجزى الجزاء قوما، بل هذا أولى من آية الجاثية; إذ ليس هنا مفعول صريح.