[ ص: 432 ] آ. (53) قوله :
جهد أيمانهم : فيه وجهان، أحدهما: أنه منصوب على المصدر بدلا من اللفظ بفعله إذ أصل "أقسم بالله جهد اليمين": أقسم بجهد اليمين جهدا، فحذف الفعل وقدم المصدر موضوعا موضعه مضافا إلى المفعول كـ "ضرب الرقاب"، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري. والثاني أنه حال تقديره: مجتهدين في أيمانهم كقولهم: افعل ذلك جهدك وطاقتك. وقد خلط
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري الوجهين فجعلهما وجها واحدا فقال بعد ما قدمته عنه: "وحكم هذا المنصوب حكم الحال كأنه قيل: جاهدين أيمانهم". وقد تقدم الكلام على
"جهد أيمانهم" في المائدة.
قوله:
"طاعة معروفة" في رفعها ثلاثة أوجه. أحدها: أنها خبر مبتدأ مضمر تقديره: أمرنا طاعة أو المطلوب طاعة. الثاني: أنها مبتدأ، والخبر محذوف أي: أمثل، أو أولى. وقد تقدم أن الخبر متى كان في الأصل مصدرا بدلا من اللفظ بفعله وجب حذف مبتدئه كقوله: "صبر جميل" ولا يبرز إلا اضطرارا كقوله:
3464 - فقالت على اسم الله أمرك طاعة وإن كنت قد كلفت ما لم أعود
على خلاف في ذلك. والثالث: أن تكون فاعلة بفعل محذوف أي: ولتكن طاعة ولتوجد طاعة. واستضعف ذلك: بأن الفعل لا يحذف إلا إذا تقدم
[ ص: 433 ] مشعر به كقوله: "يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال". [669/أ] في قراءة من بناه للمفعول أي: يسبحه رجال أو يجاب به نفي كقولك: "بلى زيد" لمن قال: لم يقم أحد، أو استفهام كقوله:
3465 - ألا هل أتى أم الحويرث مرسل بلى خالد إن لم تعقه العوائق
والعامة على رفع "طاعة" على ما تقدم.
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي nindex.php?page=showalam&ids=15507واليزيدي على نصبها بفعل مضمر، وهو الأصل. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: "ولو قرئ بالنصب لكان جائزا في العربية، وذلك على المصدر أي: أطيعوا طاعة وقولوا قولا. وقد دل عليه قوله تعالى بعدها
"قل أطيعوا الله". قلت ما ود أن يقرأ به قد قرئ به كما تقدم نقله. وأما قوله: و "قولوا قولا" فكأنه سبق لسانه إلى آية القتال وهي:
"فأولى لهم طاعة وقول معروف" ولكن النصب هناك ممتنع أو بعيد.