وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون
قوله تعالى:
وما لهم ألا يعذبهم الله هذه الآية أجازت تعذيبهم ، والأولى
[ ص: 352 ] نفت ذلك . وهل المراد بهذا: العذاب الأول ، أم لا فيه قولان
أحدهما أنه هو الأول إلا أن الأول امتنع بشيئين . أحدهما: كون النبي صلى الله عليه وسلم فيهم . والثاني: كون المؤمنين المستغفرين بينهم; فلما وقع التمييز بالهجرة ، وقع العذاب بالباقين يوم
بدر ، وقيل: بل وقع بفتح
مكة .
والثاني: أنهما مختلفان ، وفي ذلك قولان . أحدهما: أن العذاب الثاني قتل بعضهم يوم
بدر ، والأول استئصال الكل; فلم يقع الأول لما قد علم من إيمان بعضهم ، وإسلام بعض ذراريهم ، ووقع الثاني . والثاني: أن العذاب الأول عذاب الدنيا . والثاني: عذاب الآخرة; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، فيكون المعنى: وما كان الله معذب المشركين لاستغفارهم في الدنيا ، وما لهم ألا يعذبهم الله في الآخرة .
قوله تعالى:
وهم يصدون قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى: وهم يصدون
عن المسجد الحرام أولياءه . وفي هاء الكناية في قوله:
وما كانوا أولياءه قولان .
أحدهما: أنها ترجع إلى "المسجد" وهو قول الجمهور . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: إن المشركين قالوا: نحن أولياء
المسجد الحرام ، فرد الله عليهم بهذا .
والثاني: أنها تعود إلى الله عز وجل ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي .
قوله تعالى:
إن أولياؤه أي: ما أولياؤه
إلا المتقون للشرك والمعاصي ، ولكن أكثر أهل
مكة لا يعلمون من الأولى ببيت الله .