وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم
قوله تعالى:
وجاء المعذرون وقرأ ابن مسعود: "المعتذرون" .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن [ ص: 483 ] عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=17344وابن يعمر ، ويعقوب "المعذرون" بسكون العين وتخفيف الذال . وقرأ
ابن السميفع "المعاذرون" بألف . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: المعذرون من يعذر وليس بجاد ، وإنما يعرض بما لا يفعله ، أو يظهر غير ما في نفسه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: يقال عذرت في الأمر: إذا قصرت ، وأعذرت: جددت . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : من قرأ "المعذرون" بتشديد الذال ، فتأويله: المعتذرون الذين يعتذرون ، كان لهم عذر ، أو لم يكن ، وهو هاهنا أشبه بأن يكون لهم عذر ، وأنشدوا:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
أي: فقد جاء بعذر . ويجوز أن يكون "المعذرون" الذين يعذرون ، يوهمون أن لهم عذرا ، ولا عذر لهم . ويجوز في النحو: المعذرون; بكسر العين ، والمعذرون; بضم العين ، غير أنه لم يقرأ بهما ، لأن اللفظ بهما يثقل . ومن قرأ "المعذرون" بتسكين العين ، فتأويله: الذين أعذروا وجاؤوا بعذر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري: المعذرون هاهنا: المعتذرون بالعذر الصحيح . وأصل الكلمة عند أهل النحو: المعتذرون ، فحولت فتحة التاء إلى العين ، وأبدلت الذال من التاء ، وأدغمت في الذال التي بعدها ، فصارتا ذالا مشددة . ويقال في كلام
العرب: اعتذر: إذا جاء بعذر صحيح ، وإذا لم يأت بعذر . قال الله تعالى:
قل لا تعتذروا فدل على فساد العذر ، وقال
لبيد: ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
[ ص: 484 ] أي: فقد جاء بعذر صحيح . وكان
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يقرأ "المعذرون" ويقول: لعن الله المعذرين . يريد: لعن الله المقصرين من المنافقين وغيرهم . والمعذرون: الذين يأتون بالعذر الصحيح; فبان من هذا الكلام أن لهم عذرا على قراءة من خفف . وهل يثبت لهم عذر على قراءة من شدد؟ فيه قولان .
قال المفسرون: جاء هؤلاء ليؤذن لهم في التخلف عن
تبوك ، فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقعد آخرون من المنافقين بغير عذر وإظهار علة ، جرأة على الله تعالى .