قوله تعالى:
وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون .
في القائلين
لموسى ذلك قولان . أحدهما: أنهم السبعون المختارون ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس . والثاني: جميع بني إسرائيل إلا من عصم الله منهم ، قاله
ابن زيد قال: وذلك أنه أتاهم بكتاب الله ، فقالوا: والله لا نأخذ بقولك حتى نرى الله جهرة; فيقول هذا كتابي . وفي "جهرة" قولان . أحدهما: أنه صفة لقولهم ، أي: جهروا بذلك القول ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=12078وأبو عبيدة . والثاني: أنها الرؤية البينة ، أي: أرناه غير مستتر عنا بشيء ، يقال: فلان يتجاهر بالمعاصي ، أي: لا يستتر من الناس ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج . ومعنى "الصاعقة": ما يصعقون منه ، أي: يموتون . ومن الدليل على أنهم ماتوا ، قوله تعالى:
ثم بعثناكم هذا قول الأكثرين . وزعم قوم أنهم لم يموتوا ، واحتجوا بقوله تعالى:
وخر موسى صعقا وهذا قول ضعيف ، لأن الله تعالى فرق بين الموضعين ، فقال هناك:
فلما أفاق وقال هاهنا:
ثم بعثناكم والإفاقة للمغشي عليه ، والبعث للميت .
قوله تعالى:
وأنتم تنظرون فيه ثلاثة أقوال . أحدها: أن معناه: ينظر بعضكم إلى بعض كيف يقع ميتا . والثاني: ينظر بعضكم إلى إحياء بعض . والثالث: تنظرون العذاب كيف ينزل بكم ، وهو قول من قال: نزلت نار فأحرقتهم .