إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم
قوله تعالى : "
إن عبادي " فيهم أربعة أقوال :
أحدها : أنهم المؤمنون . والثاني : المعصومون ، رويا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . والثالث : المخلصون ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . والرابع : المطيعون ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير . فعلى هذه الأقوال ، تكون الآية من العام الذي أريد به الخاص .
وفي المراد بالسلطان قولان :
أحدهما : أنه الحجة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، فيكون المعنى : ليس لك حجة في إغوائهم .
والثاني : أنه القهر والغلبة ; إنما له أن يغر ويزين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي . وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن هذه الآية ، فقال : ليس لك عليهم سلطان أن تلقيهم في ذنب يضيق عفوي عنه .
قوله تعالى : "
وإن جهنم لموعدهم أجمعين " يعني : الذين اتبعوه .
قوله تعالى : "
لها سبعة أبواب " وهي دركاتها بعضها فوق بعض ، قال
علي عليه السلام : أبواب جهنم ليست كأبوابكم هذه ، ولكنها هكذا وهكذا وهكذا بعضها فوق بعض ، ووصف الراوي عنه بيده وفتح أصابعه . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : لها سبعة أبواب ، أولها جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم سقر ، ثم
[ ص: 403 ] الجحيم ، ثم الهاوية . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : هي سبعة أدراك بعضها فوق بعض ، فأعلاها فيه أهل التوحيد يعذبون على قدر ذنوبهم ثم يخرجون ، والثاني فيه النصارى ، والثالث فيه اليهود ، والرابع فيه الصائبون ، والخامس فيه المجوس ، والسادس فيه مشركو
العرب ، والسابع فيه المنافقون . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : لما اتصل العذاب بالباب ، وكان الباب من سببه ، سمي باسمه للمجاورة ، كتسميتهم الحدث غائطا .
قوله تعالى : "
لكل باب منهم " أي : من أتباع إبليس "
جزء مقسوم " والجزء : بعض الشيء .