قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون .
قوله تعالى:
(قالت رب أنى يكون لي ولد) في علة قولها هذا قولان . أحدهما: أنها قالت هذا تعجبا واستفهاما ، لا شكا وإنكارا ، على ما أشرنا إليه في قصة
زكريا ، وعلى هذا
[ ص: 391 ] الجمهور . والثاني: أن الذي خاطبها كان
جبريل ، وكانت تظنه آدميا يريد بها سوءا ، ولهذا قالت:
أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا [ مريم: 18 ] ، فلما بشرها لم تتيقن صحة قوله ، لأنها لم تعلم أنه ملك ، فلذلك قالت:
(أنى يكون لي ولد) قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري .
قوله تعالى:
(ولم يمسسني) أي: ولم يقربني زوج ، والمس: الجماع ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس . وسمي البشر بشرا ، لظهورهم ، والبشرة: ظاهر جلد الإنسان ، وأبشرت الأرض: أخرجت نباتها . وبشرت الأديم: إذا قشرت وجهه ، وتباشير الصبح: أوائله . قال: يعني
جبريل: (كذلك الله يخلق ما يشاء) أي: بسبب ، وبغير سبب ، وباقي الآية مفسر في "البقرة" .