قوله تعالى:
ونـزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين إن الله تعالى أنزل على نبيه الكتاب، وبين فيه للأمة ما يحتاج إليه من حلال وحرام، كما قال تعالى:
ونـزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وغيره: لكل شيء أمروا به ونهوا عنه . وقال تعالى في آخر سورة النساء التي بين فيها كثيرا من أحكام الأموال والأبضاع:
يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم وقال تعالى:
وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وقال تعالى:
وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ووكل بيان ما أشكل من التنزيل إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كما قال تعالى:
وأنـزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نـزل إليهم وما قبض - صلى الله عليه وسلم - حتى أكمل له ولأمته الدين، ولهذا أنزل عليه
بعرفة قبل موته بمدة يسيرة:
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا
وقال - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=676556 "تركتكم على بيضاء نقية، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك " . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر : توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما طائر يحرك جناحيه في السماء إلا
[ ص: 616 ] وقد ذكرنا منه علما .
ولما شك الناس في موته - صلى الله عليه وسلم -، قال عمه
العباس - رضي الله عنه -: والله ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ترك السبيل نهجا واضحا، وأحل الحلال وحرم الحرام . ونكح وطلق، وحارب وسالم، وما كان راعي غنم يتبع بها رءوس الجبال يخبط عليها العضاه بمخبطه، ويمدر حوضها بيده بأنصب ولا أدأب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان فيكم .
وفي الجملة فما ترك الله ورسوله حلالا إلا مبينا ولا حراما إلا مبينا، لكن بعضه كان أظهر بيانا من بعض، فما ظهر بيانه واشتهر، وعلم من الدين بالضرورة من ذلك لم يبق فيه شك، ولا يعذر أحد بجهله في بلد يظهر فيها الإسلام، وما كان بيانه دون ذلك، فمنه ما اشتهر بين حملة الشريعة خاصة . فأجمع العلماء على حله أو حرمته، وقد يخفى على بعض من ليس منهم . ومنه ما لم يشتهر بين حملة الشريعة أيضا، فاختلفوا في تحليله وتحريمه .