سورة مدنية، وعدد آياتها ثلاث وأربعون آية، وسميت " سورة الرعد " لقوله تعالى فيها: ويسبح الرعد بحمده والملائكة ولو سميت الكون والهداية لكانت التسمية محكمة.
ثم بعد ذلك بين الله سبحانه وتعالى ما في الكون مما يدل على قدرة القادر ووحدانيته، فالله هو الذي رفع السماوات بغير عمد مرئية، ولكن عدم رؤيتها لا ينفي وجودها، وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى، فسبحان الذي يدبر الأمر يفصل الآيات لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون.
وهو الذي مد الأرض وبسطها، وجعل فيها جبالا رواسي وأنهارا، وجعل من كل الثمرات، ومن كل من الحيوان وكل الأحياء زوجين اثنين، وجعل الليل والنهار آيتين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، وجعل في الأرض قطعا متجاورات وجنات من أعناب، وزرع، ونخيل صنوان وغير صنوان، يسقى بماء واحد، ومع أنها متجاورة وتسقى بماء واحد، يفضل الله بعضها على بعض في الأكل، إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون.
ولقد بين سبحانه من بعد ذلك أن الله أرسل رسلا من قبله من البشر لهم أزواج وذرية، وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله، يمحو الله ما يشاء من الآيات، ويثبت، وعنده أم الكتاب، وهو التوحيد، وألا يشركوا بالله شيئا ومهما يكن من أمر المشركين، فإما نرينك بعض الذي نعدهم من العذاب، وإما نتوفينك. فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب.