ولقد بين بعد ذلك خلق الكون؛ فأنشأ فوق الأرض سبع طرائق؛ وأنـزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ؛ ثم بين - سبحانه - نعمه (تعالى) فيما أنشأ به الماء من جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه ومنها [ ص: 5040 ] تأكلون؛ ثم ذكر ما أنعم الله به من شجرة الزيتون التي تنبت في سيناء؛ وبين نعم الله (تعالى) في الأنعام؛ والعبرة في أنه - سبحانه وتعالى - يسقينا ما في بطونها؛ وما فيها من منافع؛ ونأكل من لحمها.
وذكر - سبحانه وتعالى - خبر قوم نوح وكفرهم؛ وما آل إليه أمرهم؛ بعد أن صنع الفلك ونجا هو وأهله ومن اتبعه؛ ثم بين - سبحانه - أنه بعد أن أغرق قوم نوح أنشأ من بعدهم قرنا آخرين؛ وأرسل فيهم رسولا وكذبوه؛ وكان ما سوغوه لأنفسهم من كفر أنه بشر مثلهم؛ وأنه ينذرهم بالبعث؛ فقالوا: هيهات هيهات لما توعدون إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين