ثم اتجهت من بعد إلى ما فيه حماية الأمة الإسلامية؛ ونشر دعوتها؛ فقال (تعالى):
nindex.php?page=treesubj&link=2646_28328_28639_28640_28723_29677_30489_30504_31037_31848_34086_34113_34114_34134_34219_34274_34275_844_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم [ ص: 5035 ] وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير هذا تكميل ما جاء في الآية السابقة؛ ففي الآية السابقة كان التدرج من الأمر بتطهير النفس؛ وملئها بالله (تعالى) في الصلاة والعبادة؛ ثم فعل الخير لأكبر عدد ممكن في الأمة؛ وفي هذه الآية المطالبة بالنفع الإنساني؛ بتبليغ
الرسالة المحمدية؛ رسالة الإنسانية؛ للناس جميعا؛ وذلك بالدعوة إلى الإسلام؛ وهو جهاد؛ وتذليل العقبات في سبيل هذه الدعوة؛ وإزالة كل المحاجزات التي تحاجز دونها؛ ولو كان ذلك بالحرب؛ ولذا قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم "الجهاد "؛ "مفاعلة "؛ ببذل الجهد؛ فالمؤمن يبذل جهده في الدعوة إلى الله؛ والمقاوم من الكفار يبذل جهده في الصد عن سبيل الله؛ ومقاومة الحق.
وقوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78في الله أي: الجهاد لأجل ذات الله؛ وابتغاء مرضاته؛ فـ "في "؛ هنا تفيد السببية؛ كما في الحديث الشريف:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653071 "دخلت امرأة النار في هرة "؛ والإتيان بـ "في "؛ بدل الباء أو "من "؛ فيه معنى إحاطة الله (تعالى) بالجهاد بأن يكون كله لله (تعالى)؛ وقوله (تعالى): "حق "؛ الإضافة فيه بيانية؛ أي: الجهاد الحق الذي يكون من غير إرادة الفخر؛ أو ابتغاء دنيا يصيبها؛ وحق الجهاد أن يخلص النفس من أدران الهوى؛ وإرادة إراقة الدماء؛ وأن يجاهد المقاتل نفسه أولا؛ فيقيها عن شهواتها؛ ويبعد عنها نزغات الشيطان؛ وأن يجاهد للحق ورفعته؛ ويكون الجهاد أحيانا أمام الحكام الغاشمين؛ ولقد قال النبي
محمد - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=848092 "أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر "؛ وإذا قتله يكون خير الشهداء.
[ ص: 5036 ] وحق الجهاد ألا يرفع السيف في سبيل الدعوة الإسلامية إلا إذا تعذرت الإجابة بالتي هي أحسن؛ وإلا بعد البيان؛ ومحاجزة أهل الباطل بين الدعوة المحمدية والناس؛ ولذلك كان الجهاد في الإسلام ليس للشعوب؛ ولكن لمعسكر السلطان الذي يحول بين الدعوة الإسلامية والشعوب؛ وإذا وصلت الدعوة إلى الشعوب فمن اهتدى فلنفسه؛ ومن ضل فإنما يضل عليها؛ وما ربك بظلام للعبيد؛ فلا إكراه في الدين؛ قد تبين الرشد من الغي.
ويقول - سبحانه - مشيرا إلى الحقائق الإسلامية؛ ومبينا أن الأمة الإسلامية هي المختارة لهذه الدعوة؛ فقال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هو اجتباكم أي: اختاركم من سائر الناس؛ أي: اختاركم واصطفاكم؛ ونقول هنا: هذا خطاب لكل المسلمين على أنهم الأمة المختارة للتوحيد والدعوة إليه؛ والجهاد في سبيله؛ أم أن المخاطب هم العرب؛ على أساس أن البعثة المحمدية كانت فيهم؛ وأن الله اختار نبيه منهم؛ وأنهم الذين حملوا الدعوة؛ وقد بينا لماذا كان الاجتباء في كتاب خاتم النبيين.
ومعنى "اجتباكم "؛ من "الجبي "؛ بمعنى: الجمع "؛ يقال: "جبى الخراج "؛ بمعنى جمعه؛ واجتباه؛ "افتعال "؛ من "جبى "؛ فهو - سبحانه وتعالى - جمع الناس جمعا كاملا؛ وخص بعض هذه الجموع بالخير؛ فكان المجتبى؛ وإن الله (تعالى) اجتبى العرب أو المسلمين بعامة؛ ليكونوا حاملي الدعوة؛ والمجاهدين ابتداء في سبيلها؛ ومنع المحاجزات التي تعترض طريقها بكل طرق الجهاد؛ وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=674066 "جاهدوا المشركين بأنفسكم وأموالكم وألسنتكم ".
وقد أشار - سبحانه وتعالى - إلى
nindex.php?page=treesubj&link=8103_25875_7951أعذار الجهاد؛ فقال - عز من قائل -:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وما جعل عليكم في الدين من حرج ومع أن هذا النص يشير إلى أن الجهاد مفروض على كل القادرين؛ يشير إلى أصحاب المعاذير؛ كالذين في قوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=91ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92ولا على الذين إذا ما أتوك [ ص: 5037 ] لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون
فقوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وما جعل عليكم في الدين من حرج فيه إشارة إلى أن
nindex.php?page=treesubj&link=7918فرضية الجهاد مرفوعة عن
nindex.php?page=treesubj&link=7951أصحاب المعاذير وقت عذرهم؛ وهي في الوقت ذاته قاعدة عامة في معاني الشريعة الإسلامية؛ و "الحرج "؛ أصله: الضيق بين الأشياء المجتمعة؛ فهو الضيق في صدور الناس؛ وفي تكليفاتهم.
والشريعة الإسلامية جاءت لنفع الناس؛ وجلب الخير لهم؛
"وخير الدين أيسره "؛ كما روي عنه - صلى الله عليه وسلم -؛ وقد
nindex.php?page=hadith&LINKID=661303روت أم المؤمنين nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ؛ عن أعمال النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالت: "ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما؛ ما لم يكن إثما "؛ ذلك أن الشاق يصعب على المؤمن المداومة؛ والمداومة تربي في النفس عادة الطاعة؛ وتكون لها في النفس مجار تنير الخير؛ ولذلك روي في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655984 "أحب الأعمال أدومها وإن قل "؛ وروي عنه أنه قال:
"إن الله يحب الديمة من الأفعال "؛ ونهى عن التشدد في الدين؛ وقال:
"لا تشددوا؛ ولكن سددوا وقاربوا "؛ وقد وصل الله (تعالى) شريعة
محمد - صلى الله عليه وسلم - بشريعة
إبراهيم أبي العرب؛ لتقريبها إليهم؛ فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا "ملة "؛ منصوب على الاختصاص؛ أي: أعني ملة أبيكم
إبراهيم - عليه السلام -؛ وسمي أبا للعرب؛ وإن كان أبا لبعضهم; وذلك لأن العرب جميعا كانوا يتفاخرون بالانتساب إليه؛ ولأنه باني البيت الحرام؛ الذي كان مناط عزة العرب أجمعين؛ ولأنه أب بالفعل لقريش؛ الذين ابتدأت الدعوة المحمدية فيهم؛ وكان ذكر هذه الدعوة الكريمة تقريبا وتأليفا؛ وإدناء من الإسلام؛
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هو سماكم المسلمين من قبل الإشارة إلى القرآن؛ وسماهم المسلمين من قبل في مثل ما حكاه الله (تعالى) من دعاء
إبراهيم - عليه السلام -:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=128ربنا واجعلنا [ ص: 5038 ] مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ؛ وسمى القرآن المتبعين
لمحمد - صلى الله عليه وسلم - كما قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=19إن الدين عند الله الإسلام
قوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس اللام وما بعدها متعلق بقوله (تعالى)؛ "وجاهدوا "؛ والمعنى: جاهدوا لأجل أن يكون الرسول شهيدا عليكم؛ بأنكم بلغتم وأديتم الأمانة التي أودعها الله ونبيه إياكم؛ فيشهد الرسول بأنكم أديتموها حق أدائها؛ ورعيتموها حق رعايتها؛ وإن رسالة نبيكم؛ والقرآن؛ فيهما شهادة للأنبياء أجمعين؛ ومعجزاتهم؛ ومن أطاعوا؛ ومن كفروا؛ وأنتم بهذا تكونون شهداء بأن بلغتم لهم رسالات الله مؤيدة بمعجزاتها؛ وإن منهم من آمن؛ ومنهم من كفر.
ولأن لهم هذه المنزلة؛ ومقامهم من رسالة
محمد - صلى الله عليه وسلم - والرسائل السابقة؛ أمرهم بإقامة الصلاة؛ وإيتاء الزكاة؛ فقال - تعالت كلماته -:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله الفاء للإفصاح عن شرط مقدر؛ تقديره: إذا كانت لكم هذه المكانة؛ فادرعوا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة؛ والاعتصام بالله؛ فأمرهم بإقامة الصلاة؛ وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78فأقيموا الصلاة ائتوا بها مقومة خالصة لوجه الله (تعالى) بأركانها؛ من ركوع وسجود وقعود؛ خاشعين لله؛ مستحضرين لذاته العلية؛ إذا ذكرتموه؛ وإذا كبرتم؛
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وآتوا الزكاة وقد جمع - سبحانه - بذلك بين التهذيب الروحي بالصلاة؛ والتعاون الاجتماعي بالزكاة؛ ثم أمر بالاتفاق على طاعة الله (تعالى)؛ فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78واعتصموا بالله "الاعتصام ": الاستمساك؛ فمعنى
الاعتصام بالله: الاستمساك به؛ بأن يكونوا مستمسكين بأوامره ونواهيه؛ ومستمسكين بذاته العلية؛ لا يفكرون إلا فيه؛ ولا يبتغون غيره؛ ويلتفون حول شريعته؛ غير منفصلين عنه؛ وهو نعم المولى ونعم النصير؛ ولذا ختم السورة بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78فنعم المولى الذي تكون له ولاية المؤمن؛ لا يوالي غيره؛ ولا يواد من يحاد الله ورسوله؛
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78ونعم النصير الناصر؛ فلا ناصر في الشدائد؛ ولا منجي سواه.
ثُمَّ اتَّجَهَتْ مِنْ بَعْدُ إِلَى مَا فِيهِ حِمَايَةُ الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ؛ وَنَشْرُ دَعْوَتِهَا؛ فَقَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=treesubj&link=2646_28328_28639_28640_28723_29677_30489_30504_31037_31848_34086_34113_34114_34134_34219_34274_34275_844_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ [ ص: 5035 ] وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ هَذَا تَكْمِيلُ مَا جَاءَ فِي الْآيَةِ السَّابِقَةِ؛ فَفِي الْآيَةِ السَّابِقَةِ كَانَ التَّدَرُّجُ مِنَ الْأَمْرِ بِتَطْهِيرِ النَّفْسِ؛ وَمَلْئِهَا بِاللَّهِ (تَعَالَى) فِي الصَّلَاةِ وَالْعِبَادَةِ؛ ثُمَّ فِعْلِ الْخَيْرِ لِأَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ فِي الْأُمَّةِ؛ وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ الْمُطَالَبَةُ بِالنَّفْعِ الْإِنْسَانِيِّ؛ بِتَبْلِيغِ
الرِّسَالَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ؛ رِسَالَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ؛ لِلنَّاسِ جَمِيعًا؛ وَذَلِكَ بِالدَّعْوَةِ إِلَى الْإِسْلَامِ؛ وَهُوَ جِهَادٌ؛ وَتَذْلِيلِ الْعَقَبَاتِ فِي سَبِيلِ هَذِهِ الدَّعْوَةِ؛ وَإِزَالَةِ كُلِّ الْمُحَاجَزَاتِ الَّتِي تُحَاجِزُ دُونَهَا؛ وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ بِالْحَرْبِ؛ وَلِذَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ "اَلْجِهَادُ "؛ "مُفَاعَلَةٌ "؛ بِبَذْلِ الْجُهْدِ؛ فَالْمُؤْمِنُ يَبْذُلُ جُهْدَهُ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ؛ وَالْمُقَاوِمُ مِنَ الْكُفَّارِ يَبْذُلُ جُهْدَهُ فِي الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ؛ وَمُقَاوَمَةِ الْحَقِّ.
وَقَوْلُهُ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78فِي اللَّهِ أَيْ: اَلْجِهَادُ لِأَجْلِ ذَاتِ اللَّهِ؛ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِهِ؛ فَـ "فِي "؛ هُنَا تُفِيدُ السَّبَبِيَّةَ؛ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653071 "دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ "؛ وَالْإِتْيَانُ بِـ "فِي "؛ بَدَلَ الْبَاءِ أَوْ "مِنْ "؛ فِيهِ مَعْنَى إِحَاطَةِ اللَّهِ (تَعَالَى) بِالْجِهَادِ بِأَنْ يَكُونَ كُلُّهُ لِلَّهِ (تَعَالَى)؛ وَقَوْلُهُ (تَعَالَى): "حَقَّ "؛ اَلْإِضَافَةُ فِيهِ بَيَانِيَّةٌ؛ أَيْ: اَلْجِهَادُ الْحَقُّ الَّذِي يَكُونُ مِنْ غَيْرِ إِرَادَةِ الْفَخْرِ؛ أَوِ ابْتِغَاءَ دُنْيَا يُصِيبُهَا؛ وَحَقُّ الْجِهَادِ أَنْ يُخَلِّصَ النَّفْسَ مِنْ أَدْرَانِ الْهَوَى؛ وَإِرَادَةِ إِرَاقَةِ الدِّمَاءِ؛ وَأَنْ يُجَاهِدَ الْمُقَاتِلُ نَفْسَهُ أَوَّلًا؛ فَيَقِيَهَا عَنْ شَهَوَاتِهَا؛ وَيُبْعِدَ عَنْهَا نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ؛ وَأَنْ يُجَاهِدَ لِلْحَقِّ وَرِفْعَتِهِ؛ وَيَكُونَ الْجِهَادُ أَحْيَانًا أَمَامَ الْحُكَّامِ الْغَاشِمِينَ؛ وَلَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=848092 "أَعْظَمُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ "؛ وَإِذَا قَتَلَهُ يَكُونُ خَيْرَ الشُّهَدَاءِ.
[ ص: 5036 ] وَحَقُّ الْجِهَادِ أَلَّا يُرْفَعَ السَّيْفُ فِي سَبِيلِ الدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ إِلَّا إِذَا تَعَذَّرَتِ الْإِجَابَةُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ؛ وَإِلَّا بَعْدَ الْبَيَانِ؛ وَمُحَاجَزَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ بَيْنَ الدَّعْوَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ وَالنَّاسِ؛ وَلِذَلِكَ كَانَ الْجِهَادُ فِي الْإِسْلَامِ لَيْسَ لِلشُّعُوبِ؛ وَلَكِنْ لِمُعَسْكَرِ السُّلْطَانِ الَّذِي يَحُولُ بَيْنَ الدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَالشُّعُوبِ؛ وَإِذَا وَصَلَتِ الدَّعْوَةَ إِلَى الشُّعُوبِ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ؛ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا؛ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ؛ فَلَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ؛ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ.
وَيَقُولُ - سُبْحَانَهُ - مُشِيرًا إِلَى الْحَقَائِقِ الْإِسْلَامِيَّةِ؛ وَمُبَيِّنًا أَنَّ الْأُمَّةَ الْإِسْلَامِيَّةَ هِيَ الْمُخْتَارَةُ لِهَذِهِ الدَّعْوَةِ؛ فَقَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هُوَ اجْتَبَاكُمْ أَيْ: اِخْتَارَكُمْ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ؛ أَيْ: اِخْتَارَكُمْ وَاصْطَفَاكُمْ؛ وَنَقُولُ هُنَا: هَذَا خِطَابٌ لِكُلِّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّهُمُ الْأُمَّةُ الْمُخْتَارَةُ لِلتَّوْحِيدِ وَالدَّعْوَةِ إِلَيْهِ؛ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ؛ أَمْ أَنَّ الْمُخَاطَبَ هُمُ الْعَرَبُ؛ عَلَى أَسَاسِ أَنَّ الْبَعْثَةَ الْمُحَمَّدِيَّةَ كَانَتْ فِيهِمْ؛ وَأَنَّ اللَّهَ اخْتَارَ نَبِيَّهُ مِنْهُمْ؛ وَأَنَّهُمُ الَّذِينَ حَمَلُوا الدَّعْوَةَ؛ وَقَدْ بَيَّنَّا لِمَاذَا كَانَ الِاجْتِبَاءُ فِي كِتَابِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ.
وَمَعْنَى "اِجْتَبَاكُمْ "؛ مِنْ "اَلْجَبْيُ "؛ بِمَعْنَى: اَلْجَمْعُ "؛ يُقَالُ: "جَبَى الْخَرَاجَ "؛ بِمَعْنَى جَمَعَهُ؛ وَاجْتَبَاهُ؛ "اِفْتِعَالٌ "؛ مِنْ "جَبَى "؛ فَهُوَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - جَمَعَ النَّاسَ جَمْعًا كَامِلًا؛ وَخَصَّ بَعْضَ هَذِهِ الْجُمُوعِ بِالْخَيْرِ؛ فَكَانَ الْمُجْتَبَى؛ وَإِنَّ اللَّهَ (تَعَالَى) اجْتَبَى الْعَرَبَ أَوِ الْمُسْلِمِينَ بِعَامَّةٍ؛ لِيَكُونُوا حَامِلِي الدَّعْوَةِ؛ وَالْمُجَاهِدِينَ ابْتِدَاءً فِي سَبِيلِهَا؛ وَمَنَعَ الْمُحَاجَزَاتِ الَّتِي تَعْتَرِضُ طَرِيقَهَا بِكُلِّ طُرُقِ الْجِهَادِ؛ وَقَدْ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=674066 "جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَنْفُسِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ ".
وَقَدْ أَشَارَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=8103_25875_7951أَعْذَارِ الْجِهَادِ؛ فَقَالَ - عَزَّ مِنْ قَائِلٍ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ وَمَعَ أَنَّ هَذَا النَّصَّ يُشِيرُ إِلَى أَنَّ الْجِهَادَ مَفْرُوضٌ عَلَى كُلِّ الْقَادِرِينَ؛ يُشِيرُ إِلَى أَصْحَابِ الْمَعَاذِيرِ؛ كَالَّذِينِ فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=91لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ [ ص: 5037 ] لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ
فَقَوْلُهُ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=7918فَرْضِيَّةَ الْجِهَادِ مَرْفُوعَةٌ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=7951أَصْحَابِ الْمَعَاذِيرِ وَقْتَ عُذْرِهِمْ؛ وَهِيَ فِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ قَاعِدَةٌ عَامَّةٌ فِي مَعَانِي الشَّرِيعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ؛ وَ "اَلْحَرَجُ "؛ أَصْلُهُ: اَلضِّيقُ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ الْمُجْتَمِعَةِ؛ فَهُوَ الضِّيقُ فِي صُدُورِ النَّاسِ؛ وَفِي تَكْلِيفَاتِهِمْ.
وَالشَّرِيعَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ جَاءَتْ لِنَفْعِ النَّاسِ؛ وَجَلْبِ الْخَيْرِ لَهُمْ؛
"وَخَيْرُ الدِّينِ أَيْسَرُهُ "؛ كَمَا رُوِيَ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ وَقَدْ
nindex.php?page=hadith&LINKID=661303رَوَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ ؛ عَنْ أَعْمَالِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَقَالَتْ: "مَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا؛ مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا "؛ ذَلِكَ أَنَّ الشَّاقَّ يُصَعِّبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ الْمُدَاوَمَةَ؛ وَالْمُدَاوَمَةُ تُرَبِّي فِي النَّفْسِ عَادَةَ الطَّاعَةِ؛ وَتَكُونُ لَهَا فِي النَّفْسِ مَجَارٍ تُنِيرُ الْخَيْرَ؛ وَلِذَلِكَ رُوِيَ فِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655984 "أَحَبُّ الْأَعْمَالِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ "؛ وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:
"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الدِّيمَةَ مِنَ الْأَفْعَالِ "؛ وَنَهَى عَنِ التَّشَدُّدِ فِي الدِّينِ؛ وَقَالَ:
"لَا تُشَدِّدُوا؛ وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا "؛ وَقَدْ وَصَلَ اللَّهُ (تَعَالَى) شَرِيعَةَ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِشَرِيعَةِ
إِبْرَاهِيمَ أَبِي الْعَرَبِ؛ لِتَقْرِيبِهَا إِلَيْهِمْ؛ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا "مِلَّةَ "؛ مَنْصُوبٌ عَلَى الِاخْتِصَاصِ؛ أَيْ: أَعْنِي مِلَّةَ أَبِيكُمْ
إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -؛ وَسُمِّيَ أَبًا لِلْعَرَبِ؛ وَإِنْ كَانَ أَبًا لِبَعْضِهِمْ; وَذَلِكَ لِأَنَّ الْعَرَبَ جَمِيعًا كَانُوا يَتَفَاخَرُونَ بِالِانْتِسَابِ إِلَيْهِ؛ وَلِأَنَّهُ بَانِي الْبَيْتِ الْحَرَامِ؛ الَّذِي كَانَ مَنَاطَ عِزَّةِ الْعَرَبِ أَجْمَعِينَ؛ وَلِأَنَّهُ أَبٌ بِالْفِعْلِ لِقُرَيْشٍ؛ الَّذِينَ ابْتَدَأَتِ الدَّعْوَةُ الْمُحَمَّدِيَّةُ فِيهِمْ؛ وَكَانَ ذِكْرُ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الْكَرِيمَةِ تَقْرِيبًا وَتَأْلِيفًا؛ وَإِدْنَاءً مِنَ الْإِسْلَامِ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ اَلْإِشَارَةُ إِلَى الْقُرْآنِ؛ وَسَمَّاهُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ فِي مِثْلِ مَا حَكَاهُ اللَّه (تَعَالَى) مِنْ دُعَاءِ
إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=128رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا [ ص: 5038 ] مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ؛ وَسَمَّى الْقُرْآنُ الْمُتَّبِعِينَ
لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=19إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ
قَوْلُهُ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ اَللَّامُ وَمَا بَعْدَهَا مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ (تَعَالَى)؛ "وَجَاهِدُوا "؛ وَالْمَعْنَى: جَاهِدُوا لِأَجْلِ أَنْ يَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ؛ بِأَنَّكُمْ بَلَّغْتُمْ وَأَدَّيْتُمُ الْأَمَانَةَ الَّتِي أَوْدَعَهَا اللَّهُ وَنَبِيُّهُ إِيَّاكُمْ؛ فَيَشْهَدَ الرَّسُولُ بِأَنَّكُمْ أَدَّيْتُمُوهَا حَقَّ أَدَائِهَا؛ وَرَعَيْتُمُوهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا؛ وَإِنَّ رِسَالَةَ نَبِيِّكُمْ؛ وَالْقُرْآنَ؛ فِيهِمَا شَهَادَةٌ لِلْأَنْبِيَاءِ أَجْمَعِينَ؛ وَمُعْجِزَاتِهِمْ؛ وَمَنْ أَطَاعُوا؛ وَمَنْ كَفَرُوا؛ وَأَنْتُمْ بِهَذَا تَكُونُونَ شُهَدَاءَ بِأَنْ بَلَّغْتُمْ لَهُمْ رِسَالَاتِ اللَّهِ مُؤَيَّدَةً بِمُعْجِزَاتِهَا؛ وَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ آمَنَ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ.
وَلِأَنَّ لَهُمْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ؛ وَمَقَامَهُمْ مِنْ رِسَالَةِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالرَّسَائِلِ السَّابِقَةِ؛ أَمَرَهُمْ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ؛ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ؛ فَقَالَ - تَعَالَتْ كَلِمَاتُهُ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ اَلْفَاءُ لِلْإِفْصَاحِ عَنْ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ؛ تَقْدِيرُهُ: إِذَا كَانَتْ لَكُمْ هَذِهِ الْمَكَانَةُ؛ فَادَّرِعُوا بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ؛ وَالِاعْتِصَامِ بِاللَّهِ؛ فَأَمَرَهُمْ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ؛ وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ اِئْتُوا بِهَا مَقُومَةً خَالِصَةً لِوَجْهِ اللَّهِ (تَعَالَى) بِأَرْكَانِهَا؛ مِنْ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ وَقُعُودٍ؛ خَاشِعِينَ لِلَّهِ؛ مُسْتَحْضِرِينَ لِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ؛ إِذَا ذَكَرْتُمُوهُ؛ وَإِذَا كَبَّرْتُمْ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَآتُوا الزَّكَاةَ وَقَدْ جَمَعَ - سُبْحَانَهُ - بِذَلِكَ بَيْنَ التَّهْذِيبِ الرُّوحِيِّ بِالصَّلَاةِ؛ وَالتَّعَاوُنِ الِاجْتِمَاعِيِّ بِالزَّكَاةِ؛ ثُمَّ أَمَرَ بِالِاتِّفَاقِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ (تَعَالَى)؛ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ "اَلِاعْتِصَامُ ": اَلِاسْتِمْسَاكُ؛ فَمَعْنَى
الِاعْتِصَامِ بِاللَّهِ: اَلِاسْتِمْسَاكُ بِهِ؛ بِأَنْ يَكُونُوا مُسْتَمْسِكِينَ بِأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ؛ وَمُسْتَمْسِكِينَ بِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ؛ لَا يُفَكِّرُونَ إِلَّا فِيهِ؛ وَلَا يَبْتَغُونَ غَيْرَهُ؛ وَيَلْتَفُّونَ حَوْلَ شَرِيعَتِهِ؛ غَيْرَ مُنْفَصِلِينَ عَنْهُ؛ وَهُوَ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ؛ وَلِذَا خَتَمَ السُّورَةَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78فَنِعْمَ الْمَوْلَى اَلَّذِي تَكُونُ لَهُ وَلَايَةُ الْمُؤْمِنِ؛ لَا يُوَالِي غَيْرَهُ؛ وَلَا يُوَادُّ مَنْ يُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَنِعْمَ النَّصِيرُ اَلنَّاصِرُ؛ فَلَا نَاصِرَ فِي الشَّدَائِدِ؛ وَلَا مُنْجِيَ سِوَاهُ.