[ ص: 160 ] سورة تبت:
قال الإمام:
وجه اتصالها بما قبلها: أنه لما قال:
لكم دينكم ولي دين "الكافرون: 6"، فكأنه قيل: إلهي ، وما جزائي؟ فقال الله له: النصر والفتح، فقال: وما جزاء عمي الذي دعاني إلى عبادة الأصنام؟ فقال:
تبت يدا أبي لهب "1" الآيات.
وقدم الوعد على الوعيد ليكون النصر معللا بقوله:
ولي دين ويكون الوعيد راجعا إلى قوله:
لكم دينكم على حد قوله:
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم "آل عمران: 106".
قال: فتأمل في هذه المجانسة الحافلة بين هذه السور، مع أن سورة النصر من أواخر ما نزل
بالمدينة، والكافرون وتبت من أوائل ما نزل
بمكة; ليعلم أن ترتيب هذه السور من الله، وبأمره.
قال: ووجه آخر; وهو: أنه لما قال:
لكم دينكم ولي دين "الكافرون: 6" كأنه قيل: يا إلهي، ما جزاء المطيع؟ قال: حصول النصر والفتح، فقيل: وما ثواب العاصي؟ قال: الخسارة في الدنيا، والعقاب في العقبى، كما دلت عليه سورة تبت 5.