إخلاص المعلم
[فصل]
يستحب
للمعلم أن يكون حريصا على تعليمهم، مؤثرا ذلك على مصالح نفسه الدنيوية ، التي ليست بضرورية
[ ص: 43 ] وأن يفرغ قلبه في حال جلوسه لإقرائهم من الأسباب الشاغلة كلها، وهي كثيرة معروفة، وأن يكون حريصا على تفهيمهم، وأن يعطي كل إنسان منهم ما يليق به، فلا يكثر على من لا يحتمل الإكثار، ولا يقصر لمن يحتمل الزيادة، ويأخذهم بإعادة محفوظاتهم، ويثني على من ظهرت نجابته ما لم يخش عليه فتنة بإعجاب أو غيره، ومن قصر عنفه تعنيفا لطيفا ما لم يخش عليه تنفيره، ولا يحسد أحدا منه لبراعة تظهر منه، ولا يستكثر فيه ما أنعم الله به عليه؛ فإن الحسد للأجانب حرام شديد التحريم، فكيف للمتعلم الذي هو بمنزلة الولد؟! ويعود من فضيلته إلى معلمه في الآخرة الثواب الجزيل، وفي الدنيا الثناء الجميل. والله الموفق.