تخشعه وتدبره
[فصل]
فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة ، والدلائل عليه أكثر من أن تحصر، وأشهر وأظهر من أن تذكر فهو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب، قال الله عز وجل:
[ ص: 83 ] أفلا يتدبرون القرآن وقال تعالى:
كتاب أنـزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته
والأحاديث فيه كثيرة، وأقاويل السلف فيه مشهورة.
وقد بات جماعة من السلف يتلون آيه واحدة، يتدبرونها ويرددونها إلى الصباح.
وقد صعق جماعة من السلف عند القراءة.
ومات جماعات حال القراءة.
وروينا عن
nindex.php?page=showalam&ids=15579بهز بن حكيم أن
nindex.php?page=showalam&ids=15917زرارة بن أوفى التابعي الجليل - رضي الله عنه - أمهم في صلاة الفجر فقرأ حتى بلغ:
فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير خر ميتا، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15579بهز : وكنت فيمن حمله .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12208أحمد بن أبي الحواري - رضي الله عنه وهو ريحانة
الشام كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14020أبو القاسم الجنيد رحمه الله - إذا قرئ عنده القرآن يصيح ويصعق.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11998ابن أبي داود : وكان
القاسم بن عثمان الجوني - رحمه الله - ينكر على
nindex.php?page=showalam&ids=12208ابن أبي الحواري .
[ ص: 84 ] وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14037الجوني فاضلا من محدثي أهل
دمشق ، تقدم في الفضل على
nindex.php?page=showalam&ids=12208ابن أبي الحواري .
قال: وكذلك أنكره
nindex.php?page=showalam&ids=11838أبو الجوزاء ،
وقيس بن جبير ، وغيرهم.
قلت: والصواب عدم الإنكار إلا على من اعترف أنه يفعله تصنعا، والله أعلم.
وقال السيد الجليل ذو المواهب والمعارف
إبراهيم الخواص - رضي الله تعالى عنه -: دواء القلب خمسة أشياء:
- قراءة القرآن بالتدبر. [ ص: 85 ] 2 -
وخلاء البطن.
3 -
وقيام الليل.
4 -
والتضرع عند السحر.
5 -
ومجالسة الصالحين.