( كتاب أدب القاضي ) لما كان أكثر المنازعات في الديون والبياعات والمنازعات محتاجة إلى قطعها أعقبها بما هو القاطع لها وهو القضاء . والأدب الخصال الحميدة والقاضي محتاج إليها فأفادها ، وهو أن ذكر ما ينبغي للقاضي أن يفعله ويكون عليه ; وسميت الخصال الحميدة أدبا لأنها تدعو إلى الخير ، والأدب في الأصل من الأدب بسكون الدال هو الجمع [ ص: 252 ] والدعاء ، وهو أن تجمع الناس وتدعوهم إلى طعامك ، يقال منه أدب زيد يأدب أدبا بوزن ضرب يضرب ضربا إذا دعاك إلى طعامه فهو آدب ، والمأدبة الطعام المصنوع المدعو إليه ، ومنه قول طرفة بن العبد يمدح قومه بني بكر بن وائل :
ورثوا السؤدد عن آبائهم ثم سادوا سؤددا غير زمر نحن في المشتاة ندعو الجفلى لا ترى الآدب فينا ينتقر
ومنه ما ذكر أبو عبيد في قول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : إن هذا القرآن مأدبة الله ، فمن دخل فيه فهو آمن . وروي عنه أيضا مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ، بفتح الدال : أي تأديبه ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=13668الأحمر يجعلهما لغتين . قال أبو عبيد : لم أسمع أحدا يقول هذا غيره . وأما القضاء فقال nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : يستعمل لمعان كلها ترجع إلى الختم والفراغ من الأمر : يعني بإكماله . وفي الشرع يراد به الإلزام ، ويقال له الحكم لما فيه من منع الظالم عن الظلم من الحكمة التي تجعل في رأس الفرس . .