صفحة جزء
وقيله يا رب [88]

هذه قراءة المدنيين وأبي عمرو والكسائي ، وقرأ الكوفيون غير [ ص: 123 ] الكسائي ( وقيله ) بالخفض ، وزعم هارون القارئ أن الأعرج قرأ ( وقيله) بالرفع . قال أبو جعفر : ( وقيله) بالنصب من خمسة أوجه : قال الأخفش سعيد : "وقيله" بالنصب من وجهين؛ يكون بمعنى أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم وقيله ، والوجه الثاني أن يكون مصدرا . وقال أبو إسحاق : المعنى وعنده علم الساعة ويعلم قيله لأن معنى وعنده علم الساعة ويعلم الساعة أي يعلم وقت الساعة وهو الغيب ويعلم قيله وهو الشهادة . والقول الرابع أن يكون المعنى إلا من شهد بالحق وهم يعلمون الحق وقيله . والقول الخامس ورسلنا لديهم يكتبون ذلك وقيله . قال أبو إسحاق : والخفض بمعنى وعنده علم الساعة وعلم قيله . قال أبو جعفر : والرفع بالابتداء . قال الفراء : كما تقول نداؤه هذه الكلمة وقدره غيره بمعنى وقيله يا رب ويقال : قال قولا وقيلا وقالا بمعنى واحد . والقراءة البينة بالنصب من جهتين : إحداهما أن المعطوف على المنصوب يحسن أن يفرق بينهما وإن تباعد ذلك لانفصال العامل من المعمول فيه مع المنصوب وذلك في المخفوض إذا فرقت بينهما قبيح ، والجهة الأخرى أن أهل التأويل يفسرون الآية على معنى النصب ، كما روى ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى : ( وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون ) قال : فأخبر الله جل وعز عن محمد صلى الله عليه وسلم ، وروى معمر عن قتادة و"قيله يا رب" قال : قول النبي صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء قوم لا يؤمنون ، فالهاء في "وقيله" على هذا عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قيل : إن الهاء راجعة إلى قوله ( ولما ضرب ابن مريم مثلا ) أي ويسمع قول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم لما يئس من صلاح قومه [ ص: 124 ] وإيمانهم ( إن هؤلاء قوم لا يؤمنون ) والأولى بالصواب القول الأول أن تكون الهاء عائدة على نبينا صلى الله عليه وسلم لجهتين : إحداهما أن ذكره أقرب إلى المضمر؛ لأن المعنى : قل يا محمد إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين . والجهة الأخرى أن الذي بعده مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم بإجماع وهو

التالي السابق


الخدمات العلمية