والذين آمنوا بالله ورسله [19] مبتدأ (
أولئك ) يكون مبتدأ
[ ص: 361 ] ثانيا ، ويجوز أن يكون بدلا من الذين ، ولا يكون نعتا لأن المبهم لا يكون نعتا لما فيه الألف واللام لا يجوز مررت بالرجل هذا على النعت عند أحد علمته ، ولو قلت : مررت بزيد هذا على النعت لجاز ، وخير الابتداء (
الصديقون ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبو إسحاق : صديق على التكثير أي كثير التصديق ، وقال غيره : هذا خطأ لأن فعيلا لا يكون إلا من الثلاثي مثل سكيت من سكت ، وصديق للكثير الصدق . ومن هذا قيل
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر رضي الله عنه :
الصديق ، حتى كان يعرف بذلك في وقت النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه : "إن الله جل وعز سمى
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر صديقا" . (
والشهداء ) على هذا معطوفون على الصديقين يدل على صحة ذلك ما رواه ابن عجلان عن زيد بن أصم عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"مؤمنو أمتي شهداء" ثم تلا ( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ) الآية . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : فهذا القول أولى من جهة الحديث والعربية لأن الواو واو عطف فسبيل ما بعدها أن يكون داخلا فيما قبلها إلا أن يمنع مانع من ذلك أو يكون حجة قاطعة وقد قيل : إن التمام أولئك هم الصديقون وإن الشهداء ابتداء . وهذا يروى عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وهذا اختيار
محمد بن جرير ، وزعم أنه أولى بالصواب؛ لأن المعروف من معنى الشهداء أنه المقتول في سبيل الله جل وعز ثم استثنى فقال : إلا أن يراد بالشهداء أنه يشهد لنفسه عند ربه بالإيمان قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : وإذا كان و"الشهداء" مبتدأ فخبرها (
عند ربهم ) ويجوز أن يكون خبره (
لهم أجرهم ونورهم ) وهذا عطف جملة على جملة والأول على خلاف هذا يكون "والشهداء" معطوفا
[ ص: 362 ] على الصديقين ويكون (
لهم أجرهم ونورهم ) للجميع (
والذين كفروا وكذبوا بآياتنا ) مبتدأ (
أولئك أصحاب الجحيم ) مبتدأ وخبره في موضع خبر الأول .