وقوله :
التائبون العابدون ؛ يصلح أن يكون رفعه على وجوه؛ أحدها المدح؛ كأنه قال : " هؤلاء التائبون " ؛ أو : " هم التائبون " ؛ ويجوز أن يكون على البدل؛ المعنى " يقاتل التائبون " ؛ وهذا مذهب أهل اللغة؛ قال
أبو إسحاق : والذي عندي - والله أعلم - أن قوله :
التائبون العابدون ؛ رفع بالابتداء؛ وخبره مضمر؛ المعنى : " التائبون العابدون... - إلى آخر الآية - لهم الجنة أيضا " ؛ أي : من لم يجاهد غير معاند؛ ولا قاصد لترك الجهاد؛ لأن بعض
[ ص: 472 ] المسلمين يجزي عن بعض في الجهاد؛ فمن كانت هذه صفته فله الجنة أيضا؛ " التائبون " : الذين تابوا من الكفر؛ و " العابدون " : الذين عبدوا الله وحده؛ و " الراكعون الساجدون " : الذين أدوا ما افترض الله عليهم في الركوع والسجود؛
الآمرون بالمعروف الآمرون بالإيمان بالله؛
والناهون عن المنكر عن الكفر بالله؛ ويجوز : " الآمرون بجميع المعروف؛ الناهون عن جميع المنكر " ؛
والحافظون لحدود الله القائمون بما أمر الله به؛ وقوله :
السائحون ؛ في قول أهل اللغة والتفسير جميعا : الصائمون؛ ومذهب الحسن أنهم الذين يصومون الفرض؛ وقد قيل : إنهم الذين يديمون الصيام؛ وقول
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن في هذا أبين؛ وكذلك " الراكعون الساجدون " ؛ عند الحسن؛ هم الذين يؤدون ما افترض عليهم في ركوعهم وسجودهم.