ثم أعلم - جل وعز - كيف كان استغفار إبراهيم لأبيه؛ فقال :
وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ؛ فيروى أنه كان وعده أن يستغفر له أيام حياته؛ ويروى أن أبا
إبراهيم كان وعد
إبراهيم أن يسلم إن استغفر له؛ فلما تبين له إقامته على الكفر تبرأ منه؛ وقال الله (تعالى) :
قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ؛ إلى قوله :
إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك ؛ أي : تأسوا
بإبراهيم في هذا القول؛ وقوله :
إن إبراهيم لأواه حليم ؛ يروى
أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأواه؛ فقال : " الأواه الدعاء " ؛ و " الأواه " ؛ في أكثر الرواية : الدعاء؛ ويروى أن الأواه الفقيه؛ ويروى أن الأواه المؤمن؛ بلغة الحبشة؛ ويروى أن الأواه الرحيم الرفيق؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : " الأواه " : المتأوه شفقا؛ وفرقا؛ المتضرع يقينا؛ يريد أن يكون
[ ص: 474 ] تضرعه على يقين بالإجابة؛ ولزوما للطاعة؛ وقد انتظم قول
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة أكثر ما روي في الأواه؛ وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة :
إذا ما قمت أرحلها بليل ... تأوه آهة الرجل الحزين