وقوله - عز وجل -:
وجئنا ببضاعة مزجاة ؛ قالوا: "مزجاة": قليلة؛ وقالوا: كانوا جاؤوا بمتاع الأعراب كالصوف؛ والسمن؛ وما أشبه ذلك؛ مما يبيعه الأعراب؛ وقيل: إن البضاعة كانت مما لا ينفق مثله في الطعام؛ لأن متاع الأعراب كذلك كان تحته رديء المال؛ وتأويله في اللغة أن "التزجية": الشيء القليل الذي يدافع به؛ تقول: "فلان يزجي العيش"؛ أي: يدفع بالقليل؛ ويكتفي به؛ فالمعنى على هذا: "إنا جئنا ببضاعة إنما يدافع بها"؛ أي: يتقوت"؛ ليس مما يتسع به"؛ قال الشاعر:
الواهب المائة الهجان وعبدها عوذوا تزجي خلفها أطفالها
[ ص: 128 ] أي: تدفع أطفالها.