وقوله:
وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ؛ قال بعضهم: كان ذلك في الجمعة؛ فهو - والله أعلم - أن الله - عز وجل - أمر المؤمنين إذا كانوا مع نبيه - صلى الله عليه وسلم - فيما يحتاج فيه إلى الجماعة؛ نحو الحرب للعدو؛ أو ما يحضرونه مما يحتاج إلى الجمع فيه؛ لم يذهبوا حتى يستأذنوه؛ وكذلك ينبغي أن يكونوا مع أئمتهم؛ لا يخالفونهم؛ ولا يرجعون عنهم في جمع من جموعهم؛ إلا بإذنهم؛ وللإمام أن يأذن؛ وله ألا يأذن؛ على قدر ما يرى من الحظ في ذلك؛ لقوله (تعالى):
فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم ؛ فجعل المشيئة إليه في الإذن؛
واستغفر لهم الله ؛ أي: استغفر لهم بخروجهم عن الجماعة إذا رأيت أن لهم عذرا.