معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله (تعالى): الذي أحسن كل شيء خلقه ؛ وقد قرئ: " خلقه " ؛ بتحريك اللام؛ وتسكينها؛ جميعا؛ ويجوز: " خلقه " ؛ بالرفع؛ ولا أعلم أحدا قرأ بها؛ فأما " خلقه " ؛ فعلى الفعل الماضي؛ وتأويل الإحسان في هذا أنه خلقه على إرادته؛ فخلق الإنسان في أحسن تقويم؛ وخلق القرد على ما أحب - عز وجل -؛ وخلقه إياه على ذلك من أبلغ الحكمة؛ ومن قرأ: " خلقه " ؛ بتسكين اللام؛ فعلى وجهين؛ أحدهما المصدر الذي دل عليه " أحسن " ؛ والمعنى: " الذي خلق كل شيء خلقه " ؛ ويجوز أن يكون على البدل؛ فيكون المعنى: " الذي أحسن خلق كل شيء خلقه " ؛ والرفع على إضمار: " ذلك خلقه " . وقوله - عز وجل -: وبدأ خلق الإنسان من طين ؛ [ ص: 205 ] يعني آدم وذريته؛ فآدم خلق من طين.

التالي السابق


الخدمات العلمية