وقوله (تعالى):
الذي أحسن كل شيء خلقه ؛ وقد قرئ: " خلقه " ؛ بتحريك اللام؛ وتسكينها؛ جميعا؛ ويجوز: " خلقه " ؛ بالرفع؛ ولا أعلم أحدا قرأ بها؛ فأما " خلقه " ؛ فعلى الفعل الماضي؛ وتأويل الإحسان في هذا أنه خلقه على إرادته؛ فخلق الإنسان في أحسن تقويم؛ وخلق القرد على ما أحب - عز وجل -؛ وخلقه إياه على ذلك من أبلغ الحكمة؛ ومن قرأ: " خلقه " ؛ بتسكين اللام؛ فعلى وجهين؛ أحدهما المصدر الذي دل عليه " أحسن " ؛ والمعنى: " الذي خلق كل شيء خلقه " ؛ ويجوز أن يكون على البدل؛ فيكون المعنى: " الذي أحسن خلق كل شيء خلقه " ؛ والرفع على إضمار: " ذلك خلقه " . وقوله - عز وجل -:
وبدأ خلق الإنسان من طين ؛
[ ص: 205 ] يعني
آدم وذريته؛
فآدم خلق من طين.