وقوله:
وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها ؛ ولم يقل: "إليهما"؛ ويجوز من الكلام: "وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليه؛ وانفضوا إليها؛ وانفضوا إليهما"؛ فحذف خبر أحدهما لأن الخبر الثاني يدل على الخبر المحذوف؛ والمعنى: "إذا رأوا تجارة انفضوا إليها؛ أو لهوا انفضوا إليه"؛ وروي
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في خطبته؛ فجاءت إبل nindex.php?page=showalam&ids=202لدحية بن خليفة الكلبي؛ وعليها زيت؛ فانفضوا ينظرون إليها؛ وتركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب؛ وبقي النبي - عليه السلام - مع اثني عشر رجلا؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو لحق آخرهم أولهم لالتهب الوادي نارا"؛ فأعلم الله - عز وجل - أن ما عند الله خير من اللهو؛ ومن
[ ص: 173 ] التجارة؛ وأعلم النبي - عليه السلام - غليظ ما في التولي عن الإمام إذا كان يخطب يوم الجمعة؛ و"اللهو"؛ ههنا؛ قيل: الطبل؛ وهو - والله أعلم - كل ما يلهى به.
والله خير الرازقين ؛ أي: ليس يفوتهم من أرزاقهم لتخلفهم عن النظر إلى الميرة شيء من رزق؛ ولا بتركهم البيع في وقت الصلاة والخطبة.
[ ص: 174 ]