قوله :
عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ؛ هذه الآية توجب على من ادعى أن النجوم تدله على ما يكون من حياة وموت؛ وغير ذلك؛ أن قد كفر بما في القرآن؛ وكذلك قوله:
قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ؛ والاستثناء بقوله:
إلا من ارتضى من رسول ؛ معناه أنه لا يظهر على غيبه إلا الرسل؛ لأن الرسل يستدل على نبوتهم بالآيات المعجزات؛ وبأن يخبروا بالغيب؛ فيعلم بذلك أنهم قد خالفوا غير الأنبياء؛ ثم أعلم - عز وجل - أنه يحفظ ذلك بأن
يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ؛
[ ص: 238 ] إذا نزل الملك بالوحي أرسل الله معه رصدا يحفظون الملك من أن يأتي أحد من الجن فيستمع الوحي؛ فيخبر به الكهنة؛ فيخبروا به الناس فيساووا الأنبياء؛ فأعلم الله أنه يسلك من بين يدي الملك ومن خلفه رصدا.