وقوله - عز وجل -:
واستعينوا بالصبر والصلاة ؛ إن قال قائل: لم قيل لهم: " استعينوا بالصبر " ؟ وما الفائدة فيها؟ فإن هذا الخطاب أصله خطاب أهل الكتاب؛ وكانت لهم رئاسة عند أتباعهم؛ فقيل لهم: استعينوا على ما يذهب عنكم شهوة الرياسة بالصلاة؛ لأن الصلاة يتلى فيها ما يرغب فيما عند الله؛ ويزهد في جميع أمر الدنيا؛ ودليل ذلك قوله:
إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وقوله - عز وجل -:
وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ؛ المعنى: إن الصلاة التي معها الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ كبيرة؛ تكبر على الكفار؛ وتعظم عليهم مع الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ والخاشع المتواضع المطيع المخبت
[ ص: 126 ] المتواضع لا يبالي برياسة كانت له مع كفر؛ إذا انتقل إلى الإيمان.