وقوله:
يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ؛ أذكرهم الله - عز وجل - نعمته عليهم في أسلافهم؛ والدليل على ذلك قوله - عز وجل -:
وإذ نجيناكم من آل فرعون ؛ والمخاطبون بالقرآن لم يروا فرعون؛ ولا آله؛ ولكنه - عز وجل - ذكرهم أنه لم يزل منعما عليهم؛ لأن إنعامه على أسلافهم إنعام عليهم؛ والدليل على ذلك أن العرب وسائر الناس يقولون: " أكرمتك
[ ص: 128 ] بإكرامي أخاك " ؛ وإنما الأثرة وصلت إلى أخيه؛ والعرب خاصة تجعل ما كان لآبائها فخرا لها؛ وما كان فيه ذم يعدونه عارا عليها؛ وإن كان فيما قدم من آبائها؛ وأسلافها.