وقوله :
أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ؛ يعنى به المنافقون؛ أي : لو كان ما يخبرون به مما بيتوا؛ وما يسرون؛ ويوحى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لولا أنه من عند الله لما كان الإخبار به غير مختلف؛ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله؛ وهذا من آيات النبي - صلى الله عليه وسلم - البينة؛ ومعنى " تدبرت الشيء " : نظرت في عاقبته؛ وقولهم في الخبر : " لا تدابروا " ؛ أي : لا تكونوا أعداء؛ أي : لا يولي بعضكم دبره؛ يقال : " قد دبر القوم؛ يدبرون؛ دبارا " ؛ إذا هلكوا؛ و " أدبروا " ؛ إذا ولى أمرهم؛ وإنما تأويله أنه تقصى أمرهم إلى آخره؛ فلم يبق منهم باقية؛ و " الدبر " : النحل؛ سمي " دبرا " ؛ لأنه يعقب ما ينتفع به؛ و " الدبر " : المال الكثير؛ سمي " دبرا " ؛ لكثرته؛ ولأنه يبقى للأعقاب؛ والأدبار.