وقوله :
فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض ؛ يعني أن الأرض المقدسة محرم عليهم دخولها؛ أي : هم ممنوعون من ذلك؛ قال بعض النحويين : " أربعين سنة " ؛ يجوز أن تكون منصوبة بقوله : " محرمة " ؛ ويجوز أن يكون منصوبا بقوله : " يتيهون " ؛ أما نصبه بـ " محرمة " ؛ فخطأ؛ لأن التفسير جاء بأنها محرمة عليهم أبدا؛ فنصب " أربعين سنة " ؛ بقوله : " يتيهون " ؛ وقيل : عذبهم الله بأن مكثوا في التيه أربعين سنة؛ سيارة؛ لا يقرهم قرار؛ إلى أن مات البالغون الذين عصوا الله؛ ونشأ الصغار؛ وولد من لم يدخل في جملتهم في المعصية؛ وقيل : إن
موسى؛ وهارون؛ كانا معهم في التيه؛ قال بعضهم : لم يكن موسى وهارون في التيه؛ لأن التيه عذاب؛ والأنبياء لا يعذبون؛ وجائز أن يكون
[ ص: 166 ] كانا في التيه؛ وأن الله - جل اسمه - سهل عليهما ذلك؛ كما سهل على
إبراهيم النار؛ فجعلها عليه بردا وسلاما؛ وشأنها الإحراق؛ وقوله :
فلا تأس على القوم الفاسقين ؛ جائز أن يكون هذا خطابا
لموسى؛ وجائز أن يكون خطابا
لمحمد - صلى الله عليه وسلم -؛ أي : لا تحزن على قوم لم يزل شأنهم المعاصي؛ ومخالفة الرسل.