الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا ؛ قيل : كانا رجلين من بني إسرائيل؛ لأن القربان كان تأكله النار في زمن بني إسرائيل؛ ومثل ذلك قوله : إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ؛ وقيل : ابنا آدم لصلبه؛ أحدهما " هابيل " ؛ والآخر " قابيل " ؛ فقربا قربانا؛ فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ؛ وكان الرجل إذا قرب قربانا سجد؛ وتنزل النار فتأكل قربانه؛ فذلك علامة قبول القربان؛ فنزلت النار وأكلت قربان " هابيل " ؛ ولم تأكل قربان " قابيل " ؛ فحسده " قابيل " ؛ وتوعده بالقتل؛ فقال : لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين ؛ المعنى : قال الذي لم يتقبل منه : لأقتلنك؛ وحذف ذكر " الذي لم يتقبل منه " ؛ لأن في الكلام دليلا عليه؛ ومثل ذلك في الكلام : " إذا رأيت الحاكم والمظلوم كنت معه " ؛ المعنى : كنت مع المظلوم؛ ويقال : إن السيف كان ممنوعا في ذلك الوقت؛ كما كان حين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة ؛ وكما كان ممنوعا في زمن عيسى؛ فقال :

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية