وقوله :
قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ؛ القراءة برفع اليوم؛ ونصب اليوم؛ جميعا؛ فأما من رفع اليوم؛ فعلى خبر " هذا اليوم؛ قال الله اليوم ذو منفعة صدق الصادقين " ؛ ومن نصب؛ فعلى أن " يوم " ؛ منصوب على الظرف؛ المعنى : " قال الله هذا
لعيسى في يوم ينفع الصادقين صدقهم " ؛ أي : " قال الله هذا في يوم القيامة " ؛ ويجوز أن يكون : " قال الله هذه الأشياء؛ وهذا الذي ذكرناه يقع في يوم ينفع الصادقين صدقهم " ؛ وزعم بعضهم أن " يوم " ؛ منصوب لأنه مضاف إلى الفعل؛ وهو في موضع رفع؛ بمنزلة " يومئذ " ؛
[ ص: 225 ] مبني على الفتح في كل حال؛ وهذا عند البصريين خطأ؛ لا يجيزون " هذا يوم آتيك " ؛ يريدون " هذا يوم إتيانك " ؛ لأن " آتيك " ؛ فعل مضارع؛ فالإضافة إليه لا تزيل الإعراب عن جهته؛ ولكنهم يجيزون " ذلك يوم نفع زيدا صدقه " ؛ لأن الفعل الماضي غير مضارع؛ فهي إضافة إلى غير متمكن؛ وإلى غير ما ضارع المتمكن؛ وفيها وجه ثالث : " هذا يوم ينفع الصادقين " ؛ بتنوين " يوم " ؛ على إضمار " هذا يوم ينفع فيه الصادقين صدقهم " ؛ ويكون كقوله :
واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ؛ ومثله قول الشاعر :
وما الدهر إلا تارتان فمنهما أموت ... وأخرى أبتغي العيش أكدح
المعنى : " فمنهما تارة أموت فيها " .