دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


وأن تداركه في عبادي ثم له عبادنا بصادي

أخبر عن الشيخين بحذف ألف: "أن تداركه" وفي: "عبادي"، وعن أبي داود بحذف ألف: "عبدنا" في سورة: "ص".

أما "أن تداركه"، ففي: "ن": لولا أن تداركه نعمة من ربه لا غير، فليست أن قيدا بل إيضاح.

وأما "في عبادي" ففي "الفجر": فادخلي في عبادي ، وقد قرئ شاذا: "عبدي" بالإفراد، واحترز بقيد في عن الخالي منها نحو: "يا عبادي لا خوف عليكم اليوم" فإن ألفه ثابتة.

وأما "عبادنا" في: "ص" المحذوف لأبي داود فهو: واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب وقد قرأه المكي: "عبدنا" بالإفراد، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها، فإن ألفه ثابتة نحو: نهدي به من نشاء من عبادنا لا يقال: هذا خارج بقيد حركة الحكاية؛ وهي فتحة الدال; لأنا نقول: لم يعهد من الناظم اعتماد قيد الفتحة إلا منضمة للتنوين، والعمل عندنا على حذف ألف "عبادنا" في "ص"، وقوله: "وأن تداركه في عبادي"، عطف على "أساورة"، في البيت السابق بحذف العاطف من الثاني، والضمير في قوله: "له"، يعود على أبي داود ; لأنه لما امتنع رجوعه للشيخين معا للاختلاف بالإفراد والتثنية تعين عوده إلى ابن نجاح المتقدم ذكره صدر الترجمة، والباء في بصاد بمعنى: "في".

التالي السابق


الخدمات العلمية