ثم قال:
من آل عمران إلى الأعراف على وفاق جاء أو خلاف
أي: هذا باب حذف الألفات مبتدئا من كلمات سورة "آل عمران"، منتهيا إلى سورة "الأعراف".
والمراد بالوفاق هنا والخلاف وفاق المصاحف وخلافها، وهذه الترجمة الثالثة من تراجم الحذف الست، وأكثر ألفاظ هذه الترجمة والتراجم الثلاث بعدها غير متعدد، والمتعدد منها أقل وقوعا في القرآن بخلاف الترجمتين السابقتين؛ فإن أكثر ألفاظهما متعدد مطرد الحذف، وأكثر وقوعا.
و: "على" في قوله "على وفاق" بمعنى "مع"، وهي مع مجرورها حال من ضمير "جاء" العائد على الحذف.
ثم قال:
والحذف في المقنع في ضعافا وعن أبي داود جا أضعافا
أخبر في الشطر الأول عن
nindex.php?page=showalam&ids=12111أبي عمرو في "المقنع"
nindex.php?page=treesubj&link=28949_28885بحذف ألف "ضعافا" في "النساء": nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=9وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا .
ثم أخبر في الشطر الثاني عن
nindex.php?page=showalam&ids=11999أبي داود بحذف ألف "أضعافا" في "آل عمران":
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=130لا تأكلوا الربا أضعافا ، والعمل عندنا على حذف ألف "ضعافا" و: "أضعافا" المذكورين.
وأما: "أضعافا كثيرة" الواقع في "البقرة"، فلا مدخل له هنا، وقد نص
nindex.php?page=showalam&ids=11999أبو داود على ثبت ألفه وبه العمل.
وقوله: "جا أضعافا" يقرأ بهمزة واحدة على إحدى اللغات في اجتماع الهمزتين من كلمتين للوزن.
ثم قال:
يصالحا أفواههم ورضوان وعنهما مراغما وسلطان
أخبر في الشطر الأول عن
nindex.php?page=showalam&ids=11999أبي داود nindex.php?page=treesubj&link=28885_28949بحذف ألف "يصالحا" و: "أفواههم" و: "رضوان".
أما "يصالحا" ففي "النساء": "فلا جناح عليهما أن يصالحا"، وقد قرأه الكوفيون بضم الياء، وإسكان الصاد وكسر اللام من غير ألف.
وأما "أفواههم" ففي "آل عمران":
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=167يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ، وهو متعدد، واحترز بالإضافة إلى ضمير الغيبة عن غيره نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم ، فإنه ثابت.
وأما "رضوان" ففي "آل
[ ص: 90 ] عمران":
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15ورضوان من الله والله بصير بالعباد ، وهو متعدد في الترجمة وفيما بعدها ومنوع نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=16رضوانه سبل السلام ، والعمل عندنا على الحذف في الألفاظ الثلاثة كما
nindex.php?page=showalam&ids=11999لأبي داود، ثم أخبر الناظم في الشطر الثاني عن الشيخين بحذف ألف "مراغما" و: "سلطان".
أما "مراغما" ففي "النساء":
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=100يجد في الأرض مراغما .
وأما "سلطان" ففي "آل عمران":
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=151ما لم ينزل به سلطانا ، وهو متعدد في الترجمة وفيما بعدها ومنوع نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=100إنما سلطانه على الذين يتولونه ، ونحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=29هلك عني سلطانيه .
وقوله: "يصالحا" واللفظان بعده عطف على: "أضعافا" بحذف العاطف في الأولين وقوله: "مراغما" على حذف مضافين، أي: وعنهما حذف ألف "مراغما".
ثُمَّ قَالَ:
مِنْ آلِ عِمْرَانَ إِلَى الْأَعْرَافِ عَلَى وِفَاقٍ جَاءَ أَوْ خِلَافِ
أَيْ: هَذَا بَابُ حَذْفِ الْأَلِفَاتِ مُبْتَدِئًا مِنْ كَلِمَاتِ سُورَةِ "آلِ عِمْرَانَ"، مُنْتَهِيًا إِلَى سُورَةِ "الْأَعْرَافِ".
وَالْمُرَادُ بِالْوِفَاقِ هُنَا وَالْخِلَافِ وِفَاقُ الْمَصَاحِفِ وَخِلَافُهَا، وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ الثَّالِثَةُ مِنْ تَرَاجِمِ الْحَذْفِ السِّتِّ، وَأَكْثَرُ أَلْفَاظِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ وَالتَّرَاجِمِ الثَّلَاثِ بَعْدَهَا غَيْرُ مُتَعَدِّدٍ، وَالْمُتَعَدِّدُ مِنْهَا أَقَلُّ وُقُوعًا فِي الْقُرْآنِ بِخِلَافِ التَّرْجَمَتَيْنِ السَّابِقَتَيْنِ؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ أَلْفَاظِهِمَا مُتَعَدِّدٌ مُطَّرِدُ الْحَذْفِ، وَأَكْثَرُ وُقُوعًا.
وَ: "عَلَى" فِي قَوْلِهِ "عَلَى وِفَاقٍ" بِمَعْنَى "مَعَ"، وَهِيَ مَعَ مَجْرُورِهَا حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ "جَاءَ" الْعَائِدِ عَلَى الْحَذْفِ.
ثُمَّ قَالَ:
وَالْحَذْفُ فِي الْمُقْنِعِ فِي ضِعَافَا وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ جَا أَضْعَافَا
أَخْبَرَ فِي الشَّطْرِ الْأَوَّلِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12111أَبِي عَمْرٍو فِي "الْمُقْنِعِ"
nindex.php?page=treesubj&link=28949_28885بِحَذْفِ أَلِفِ "ضِعَافًا" فِي "النِّسَاءِ": nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=9وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا .
ثُمَّ أَخْبَرَ فِي الشَّطْرِ الثَّانِي عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11999أَبِي دَاوُدَ بِحَذْفِ أَلِفِ "أَضْعَافًا" فِي "آلِ عِمْرَانَ":
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=130لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا ، وَالْعَمَلُ عِنْدَنَا عَلَى حَذْفِ أَلِفِ "ضِعَافًا" وَ: "أَضْعَافًا" الْمَذْكُورَيْنِ.
وَأَمَّا: "أَضْعَافًا كَثِيرَةً" الْوَاقِعُ فِي "الْبَقَرَةِ"، فَلَا مَدْخَلَ لَهُ هُنَا، وَقَدْ نَصَّ
nindex.php?page=showalam&ids=11999أَبُو دَاوُدَ عَلَى ثَبْتِ أَلِفِهِ وَبِهِ الْعَمَلُ.
وَقَوْلُهُ: "جَا أَضْعَافًا" يُقْرَأُ بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى إِحْدَى اللُّغَاتِ فِي اجْتِمَاعِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ لِلْوَزْنِ.
ثُمَّ قَالَ:
يَصَّالَحَا أَفْوَاهُهُمْ وَرِضْوَانْ وَعَنْهُمَا مُرَاغَمًا وَسُلْطَانْ
أَخْبَرَ فِي الشَّطْرِ الْأَوَّلِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11999أَبِي دَاوُدَ nindex.php?page=treesubj&link=28885_28949بِحَذْفِ أَلِفِ "يَصَّالَحَا" وَ: "أَفَوَاهِهِمْ" وَ: "رِضْوَانٍ".
أَمَّا "يَصَّالَحَا" فَفِي "النِّسَاءِ": "فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَصَّالَحَا"، وَقَدْ قَرَأَهُ الْكُوفِيُّونَ بِضَمِّ الْيَاءِ، وَإِسْكَانِ الصَّادِ وَكَسْرِ اللَّامِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ.
وَأَمَّا "أَفْوَاهُهُمْ" فَفِي "آلِ عِمْرَانَ":
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=167يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَهُوَ مُتَعَدِّدٌ، وَاحْتَرَزَ بِالْإِضَافَةِ إِلَى ضَمِيرِ الْغَيْبَةِ عَنْ غَيْرِهِ نَحْوَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ، فَإِنَّهُ ثَابِتٌ.
وَأَمَّا "رِضْوَانٌ" فَفِي "آلِ
[ ص: 90 ] عِمْرَانَ":
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ، وَهُوَ مُتَعَدِّدٌ فِي التَّرْجَمَةِ وَفِيمَا بَعْدَهَا وَمُنَوَّعٌ نَحْوَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=16رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ ، وَالْعَمَلُ عِنْدَنَا عَلَى الْحَذْفِ فِي الْأَلْفَاظِ الثَّلَاثَةِ كَمَا
nindex.php?page=showalam&ids=11999لِأَبِي دَاوُدَ، ثُمَّ أَخْبَرَ النَّاظِمُ فِي الشَّطْرِ الثَّانِي عَنِ الشَّيْخَيْنِ بِحَذْفِ أَلِفِ "مُرَاغَمًا" وَ: "سُلْطَانٍ".
أَمَّا "مُرَاغَمًا" فَفِي "النِّسَاءِ":
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=100يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا .
وَأَمَّا "سُلْطَانٌ" فَفِي "آلِ عِمْرَانَ":
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=151مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ، وَهُوَ مُتَعَدِّدٌ فِي التَّرْجَمَةِ وَفِيمَا بَعْدَهَا وَمُنَوَّعٌ نَحْوَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=100إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ ، وَنَحْوَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=29هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ .
وَقَوْلُهُ: "يَصَّالَحَا" وَاللَّفْظَانِ بَعْدَهُ عَطْفٌ عَلَى: "أَضْعَافًا" بِحَذْفِ الْعَاطِفِ فِي الْأَوَّلَيْنِ وَقَوْلُهُ: "مُرَاغَمًا" عَلَى حَذْفِ مُضَافَيْنِ، أَيْ: وَعَنْهُمَا حَذْفُ أَلِفِ "مُرَاغَمًا".