ولو نهق نهيق الحمار أو صهل كالفرس أو حاكى شيئا من الحيوان من الطير ولم يظهر من ذلك حرف مفهم أو حرفان لم تبطل ، وإلا بطلت ، أفتى به البلقيني ، وهو ظاهره ، ومحل جميع ذلك ما لم يقصد بما فعله لعبا أخذا مما مر ، وخرج بالأصابع تحريك اليد فيبطلها إن كان ثلاثا متواليا إلا أن يكون به جرب لا يقدر معه على عدم الحك ، ويؤخذ منه أنه لو ابتلي بحركة اضطرارية ينشأ عنها عمل كثير سومح به ، وذهاب اليد وعودها : أي على التوالي مرة واحدة فيما يظهر ، وكذا رفعها ثم وضعها على محل الحك ، والأولى في حقه التحرز عن الأفعال القليلة المتوالية ، ويستحب الفعل القليل لقتل نحو عقرب ، ويكره لغير ذلك ; ولو فتح كتابا وفهم ما فيه أو قرأ في مصحف ، وإن قلب أوراقه أحيانا لم تبطل ; لأن ذلك يسير وغير متوال ولا يشعر بالإعراض ، ومقابل الأصح أنها تبطل بذلك ; لأنها أفعال كثيرة متوالية فأشبهت الخطوات .
حاشية الشبراملسي
( قوله : من الطير ) حال من الحيوان ( قوله : أفتى به البلقيني ) لا يخفى إشكال ما أفتى به بالنسبة لصوت طال واشتد ارتفاعه واعوجاجه فإنه يحتمل البطلان حينئذ . ا هـ سم على حج . ( قوله : إلا أن يكون به جرب ) قد يشكل هذا المفروض مع الكثرة والتوالي بالبطلان في سعال المغلوب إذا كثر وتوالى كما تقدم ، إلا أن يقال الفعل أوسع من اللفظ ، أو يقال إنما نظير ما هنا المبتلى بالسعال المار كما يشير إليه كلامه ، وقدمنا هناك استواء ما هنا وما هناك في أنه إذا كان له حال يخلو منها عن ذلك مدة تسع الصلاة قبل خروج الوقت أنه ينبغي وجوب انتظارها . ا هـ سم على حج .
وقوله : استواء ما هنا وما هناك : أي بأن يحمل هذا على ما إذا صار علة مزمنة وذاك على ما إذا لم يصرفهما سواء . ا هـ سم على العباب ( قوله : سومح به ) أي حيث لم يخل منه زمنا يسع الصلاة قياسا على ما تقدم في السعال ( قوله : التحرز عن الأفعال القليلة ) وكذا الكثيرة المتوالية إذا كانت خفيفة . وعبارة سم على حج نصها : قوله : نحو الحركات إلخ ، قال في الروض : والأولى تركه : أي ترك ما ذكر من الفعلات الخفيفة ، قال في شرحه قال في المجموع : ولا يقال مكروه لكن جزم في التحقيق بكراهته ، وهو غريب . ا هـ .
أقول : لعل المراد أنه غريب نقلا ، وإلا فالكراهة فيه هي القياس خروجا من خلاف مقابل الأصح .