( و ) في ( عطن الإبل ) ولو طاهرا ، وهي ما تنحى إليه إذا شربت ليشرب غيرها ، فإذا اجتمعت سيقت منه للمرعى لخبر { nindex.php?page=hadith&LINKID=20860صلوا في مرابض الغنم } أي في مراقدها { nindex.php?page=hadith&LINKID=86308ولا تصلوا في أعطان الإبل فإنها خلقت من الشياطين } الفرق بين الإبل والغنم أن الإبل من شأنها أن يشتد نفارها فيشوش [ ص: 64 ] الخشوع ، ولا كذلك الغنم ، ولا تختص الكراهة بعطنها بل مأواها ومقيلها ومباركها بل وسائر مواضعها كذلك ، والكراهة كما قاله الرافعي في العطن أشد من مأواها إذ نفارها في العطن أكثر . نعم لا كراهة في عطنها الطاهر حال غيبتها عنه ، والبقر كالغنم كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر وغيره ، وهو المعتمد ، وإن نوزع فيه ، ومتى كان بمحل الحيوان نجاسة فلا فرق بين الإبل وغيرها ، لكن الكراهة فيها حينئذ لعلتين ، وفي غيرها لعلة واحدة .
حاشية الشبراملسي
( قوله : فإنها خلقت من الشياطين ) أي [ ص: 64 ] خلقت على صفة تشبه الشياطين من النفور والإيذاء . وعبارة حج بعد قوله في الحديث : فإنها خلقت من الشياطين ، وفي رواية : إنها جن خلقت ، وبه علم أن الفرق أن الإبل خلقت من الشياطين ، بل في حديث { nindex.php?page=hadith&LINKID=86309إن على سنام كل واحد منها شيطانين } والصلاة تكره في مأوى الشياطين . ا هـ . وقال المناوي في شرح الجامع الصغير بعد قوله صلى الله عليه وسلم فإنها خلقت من الشياطين ، زاد في رواية : ألا ترى أنها إذا نفرت كيف تشمخ بأنفها ؟ قال القاضي : المرابض جمع مربض ، وهو مأوى الغنم ، والأعطان المبارك ، والفارق أن الإبل كثيرة النفار فلا يأمن المصلي في أعطانها أن تنفر وتقطع الصلاة عليه إلى آخر ما ذكر ، ثم قال : واستشكل التعليل بكونها خلقت من الشياطين بما ثبت أن المصطفى كان يصلي النافلة على بعيره ، وفرق بعضهم بين الواحد وبين كونها مجتمعة بما طبعت عليه من النفار المفضي إلى تشويش القلب ، بخلاف الصلاة على المركوب منها . ا هـ . ولم يتعرض لمعنى خلقها من الشياطين فليراجع . ( قوله : وسائر مواضعها كذلك ) أي ، وإن كانت مربوطة ربطا وثيقا لاحتمال أن يحصل منها ، وإن كانت كذلك مما يذهب الخشوع .