قوله ( الثاني : أن يكون عنينا لا يمكنه الوطء ) . العنين : هو الذي لا يمكنه الوطء . على الصحيح من المذهب . وقيل : هو الذي له ذكر ولكنه لا ينتشر .
قوله ( فإن اعترف بذلك : أجل سنة منذ ترافعه . فإن وطئ فيها ، وإلا فلها الفسخ ) .
إذا اعترف بالعنة ، أو أقامت هي بينة بها : أجل سنة . على الصحيح من المذهب . نص عليه . وعليه جماهير الأصحاب . وقطع به أكثرهم . منهم : صاحب الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والخلاصة ، والمغني ، والبلغة ، والشرح ، والوجيز ، وتذكرة
ابن عبدوس ، والمنور ، ومنتخب
الأزجي ، وغيرهم . وقدمه في المستوعب ، والمحرر ، والنظم ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، وغيرهم . قال في الفروع : هذا المذهب .
[ ص: 187 ]
قال
الزركشي : هذا المذهب المنصوص ، والمختار لعامة الأصحاب . انتهى . واختار جماعة من الأصحاب : أن لها الفسخ في الحال . منهم :
أبو بكر في التنبيه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13028والمجد في المحرر .
تنبيه :
مفهوم قوله " وإن اعترف بذلك أجل " أنه لو أنكر لا يؤجل ما لم تقم بينة . وهو صحيح . وهو المذهب . اختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي في التعليق . قال في الفروع : والأصح لا يؤجل . وجزم به في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والخلاصة ، والمنور ، وغيرهم . وقدمه في المستوعب ، والمحرر ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، وغيرهم . وقيل : يؤجل . وقدمه في النظم . وهو ظاهر كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14209الخرقي . وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي في التعليق أيضا في موضع آخر .
nindex.php?page=showalam&ids=12251وعنه : يؤجل للبكر . فعلى المذهب : يحلف . على الصحيح من المذهب . قال في الفروع : ويحلف في الأصح . قال
الزركشي : يحلف . على الصحيح من الوجهين . وجزم به في المنور . وقدمه في المستوعب ، والمحرر ، والنظم . وقيل : لا يحلف . وأطلقهما في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والخلاصة ، والرعايتين والحاوي الصغير ، وغيرهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي : الوجهان مبنيان على دعوى الطلاق . فعلى المذهب : لو نكل أجل . على الصحيح من المذهب . جزم به في المنور
والزركشي . وقدمه في المحرر ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، والفروع .
[ ص: 188 ] وقيل : ترد اليمين . فيحلف ويؤجل .
فائدتان :
إحداهما :
المراد بالسنة هنا : السنة الهلالية اثني عشر شهرا هلاليا . قال
الشيخ تقي الدين رحمه الله : هذا هو المفهوم من كلام العلماء : فإنهم حيث أطلقوا " السنة " أرادوا بها الهلالية . قال : ولكن تعليلهم بالفصول يوهم خلاف ذلك . قال
ابن رجب : وقرأت بخط ولد
أبي المعالي ابن منجا يحكي عن والده أن المراد بالسنة هنا : هي الشمسية الرومية ، وأنها هي الجامعة للفصول الأربعة التي تختلف الطباع باختلافها ، بخلاف الهلالية . قال : وما أظنه أخذ ذلك إلا من تعليل الأصحاب ، لا من تصريحهم به . انتهى .
قلت : الخطب في ذلك يسير ، والمدة متقاربة . فإن زيادة السنة الشمسية على السنة الهلالية أحد عشر يوما وربع يوم ، أو خمس يوم .