قوله (
وعلى الإمام أن يراسلهم ، ويسألهم : ما ينقمون منه ؟ ويزيل ما يذكرونه من مظلمة ، ويكشف ما يدعونه من شبهة ) بلا نزاع . قوله ( فإن فاءوا وإلا قاتلهم ) . يعني : إذا كان يقدر على قتالهم . وهذا المذهب . وعليه الأصحاب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13439المصنف والشيخ تقي الدين رحمهما الله : له قتل الخوارج ابتداء . وتتمة الجريح . قال في الفروع : وهو خلاف ظاهر رواية
عبدوس بن مالك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13439المصنف في المغني ،
والشارح في الخوارج : ظاهر قول المتأخرين من أصحابنا : أنهم بغاة . لهم حكمهم ، وأنه قول جمهور العلماء . قال في الفروع : كذا قال . وليس بمرادهم ، لذكرهم كفرهم وفسقهم . بخلاف البغاة .
[ ص: 313 ] قال في الكافي : ذهب فقهاء أصحابنا إلى أن حكم الخوارج حكم البغاة . وذهبت طائفة من أهل الحديث إلى أنهم كفار ، حكمهم حكم المرتدين . انتهى . وقال
الشيخ تقي الدين رحمه الله : يفرق جمهور العلماء بين الخوارج والبغاة المتأولين . وهو المعروف عن الصحابة رضي الله عنهم . وعليه عامة أهل الحديث ، والفقهاء ، والمتكلمين ، ونصوص أكثر الأئمة وأتباعهم . قال في الفروع : واختيار
nindex.php?page=showalam&ids=13028شيخنا يخرج على وجه من صوب غير معين . أو وقف ; لأن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله عنه هو المصيب . وهي أقوال في مذهبنا . وقال في الرعاية الكبرى :
الخوارج بغاة مبتدعة . يكفرون من أتى كبيرة . ولذلك طعنوا على الأئمة ، وفارقوا الجماعة ، وتركوا الجمعة . ومنهم : من كفر الصحابة رضي الله عنهم وسائر أهل الحق ، واستحل دماء المسلمين وأموالهم . وقيل : هؤلاء كفار كالمرتدين . فيجوز قتلهم ابتداء ، وقتل أسيرهم ، واتباع مدبرهم . ومن قدر عليه منهم استتيب . فإن تاب وإلا قتل . وهو أولى . انتهى .
قلت : وهو الصواب . قال
الزركشي :
الخوارج الذين يكفرون بالذنب ، ويكفرون
عثمان ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وعليا ،
nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير رضي الله عنهم ، ويستحلون دماء المسلمين وأموالهم فيهم روايتان . حكاهما
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي في تعليقه . إحداهما : هم كفار . والثانية : لا يحكم بكفرهم .
تنبيه : قوله ( فإن فاءوا وإلا قاتلهم الإمام ) . يعني وجوبا ، جزم به في المغني ، والشرح ،
nindex.php?page=showalam&ids=14953والقاضي ، وغيرهم . قال
الزركشي : ظاهر قصة
الحسين بن علي رضي الله عنهما ، وقوله عليه أفضل
[ ص: 314 ] الصلاة والسلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=87942ستكون فتنة } يقتضي : أن القتال لا يجب . ومال إليه .