مطلب في المجاورة بالمدينة المشرفة ومكة المكرمة ( قوله ولا تكره المجاورة بالمدينة إلخ ) وقيل تكره كمكة ، وقيل إنها على الخلاف بين nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة وصاحبيه وقدمناه قبيل القران واختار في اللباب أن المجاورة بالمدينة أفضل منها بمكة وأيده بوجوه ، وبحث فيها شارحه القاري ترجيحا لما اختاره في الفتح حيث ذكر فضل المجاورة بمكة ، ثم قال : لكن الفائز بهذا مع السلامة أقل القليل ، فلا يبنى الفقه باعتبارهم ، ولا يذكر حالهم قيدا في الجواز لأن شأن النفوس الدعوى الكاذبة ، وإنها لأكذب ما تكون إذا حلفت فكيف إذا ادعت . وعلى هذا فيجب كون الجوار بالمدينة المشرفة كذلك ، فإن تضاعف السيئات أو تعاظمها إن فقد فيها فمخافة السآمة وقلة الأدب المفضي إلى الإخلال بواجب التوقير والإجلال قائم ا هـ . قال ح : وهو وجيه ، فكان ينبغي للشارح أن ينص على الكراهة ويترك التقيد بالوثوق أي اعتبارا للغالب من حال الناس لا سيما أهل هذا الزمان ، والله المستعان .
[ ص: 628 ] خاتمة ] يستحب له إذا عزم على الرجوع إلى أهله أن يودع المسجد بصلاة ، ويدعو بعدها بما أحب ، وأن يأتي القبر الكريم فيسلم ويدعو ويسأل الله تعالى أن يوصله إلى أهله سالما ، ويقول غير مودع يا رسول الله ، ويجتهد في خروج الدمع فإنه من أمارات القبول : وينبغي أن يتصدق بشيء على جيران النبي صلى الله عليه وسلم ثم ينصرف متباكيا متحسرا على مفارقة الحضرة النبوية كما في الفتح : وفيه : ومن سنن الرجوع أن يكبر على كل شرف من الأرض ويقول " آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده " وهذا متفق عليه عنه عليه الصلاة والسلام . وإذا أشرف على بلده حرك دابته ويقول آيبون إلخ ، ويرسل إلى أهله من يخبرهم ولا يبغتهم فإنه منهي عنه ، وإذا دخلها بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين إن لم يكن وقت كراهة ثم يدخل منزله ويصلي فيه ركعتين ويحمد لله ويشكره على ما أولاه من إتمام العبادة والرجوع بالسلامة ، ويديم حمده وشكره مدة حياته ، ويجتهد في مجانبة ما يوجب الإحباط في باقي عمره وعلامة الحج المبرور أن يعود خيرا مما كان . وهذا إتمام ما يسر الله تعالى لعبده الضعيف من ربع العبادات ، أسأل الله رب العالمين ذا الجود العميم أن يحقق لي فيه الإخلاص ، ويجعله نافعا إلى يوم القيامة إنه على ما يشاء قدير ، وبالإجابة جدير ، وأن يسهل إكمال هذا الكتاب مع الإخلاص والنفع العميم لي ولعامة العباد في أكثر البلاد ، والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . نجز على يد أفقر الورى جامعه الحقير " محمد عابدين " غفر الله له ولوالديه والمسلمين آمين ، والحمد لله رب العالمين جاء سنة 1242 .