قل لمن لم ير المعاصر شيئا ويرى للأوائل التقديما إن ذاك القديم كان حديثا
وسيبقى هذا الحديث قديما
لكل بني الدنيا مراد ومقصد وإن مرادي صحة وفراغ
لأبلغ في علم الشريعة مبلغا يكون به لي في الجنان بلاغ
ففي مثل هذا فلينافس أولو النهى وحسبي من الدنيا الغرور بلاغ
[ ص: 34 ] فما الفوز إلا في نعيم مؤبد به العيش رغد والشراب يساغ
وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
( قوله : أولو النهى ) أي أصحاب العقول ، وأما غيرهم فمنافستهم في الدنيا ( قوله : وحسبي ) مبتدأ : أي كافي ط ( قوله : الغرور ) فعول يستوي فيه المذكر والمؤنث : أي الغارة ا هـ ط ( قوله : بلاغ ) أي مقدار الكفاية وهو [ ص: 34 ] خبر المبتدأ ، وبينه وبين بلاغ الأول الجناس التام الخطي اللفظي أفاده ط ( قوله : فما الفوز ) أي النجاة والظفر بالخير قاموس ، والفاء للسببية عاطفة على جملة ينافس مفيدة للتعليل ( قوله : إلا في نعيم إلخ ) في بمعنى الباء مثلها في قول الشاعر :ويركب يوم الروع منا فوارس بصيرون في طعن الكلى والأباهر