صفحة جزء
التسليف في نسل أغنام بأعيانها وأصوافها وألبانها قلت : هل يجوز لي أن أسلف في نسل حيوان بأعيانها في قول مالك بصفة معلومة ؟

قال : قال مالك : لا يجوز أن يسلف الرجل من نسل حيوان بأعيانها وإن كانت موصوفة ، لا في نسل غنم بأعيانها ولا في نسل بقر بأعيانها ، ولا في نسل خيل بأعيانها ، ولا في نسل إبل بأعيانها .

قال : وإنما يكون التسليف في الحيوان مضمونا لا في حيوان بأعيانها ولا في نسلها .

قلت : فهل يجوز أن يسلف في قول مالك في لبن غنم بأعيانها ؟

قال : قال مالك : لا يسلف في لبن غنم بأعيانها إلا في إبان لبنها ويشترط الأخذ في إبانه قبل انقطاعه . [ ص: 59 ] قلت : فإن سلف في ألبانها قبل إبانه واشترط الأخذ في إبانه ؟

قال : لا يجوز ، وهذه الغنم بأعيانها ولبنها إذا سلف في لبنها بمنزلة ثمر حائط بعينه إذا سلف فيه .

قلت : وإن لم يقدم رأس المال إذا أسلم في لبن هذه الغنم بأعيانها أو ضرب لرأس المال أجلا بعيدا هل يجوز ذلك في قول مالك ؟

قال : لا بأس بذلك في قول مالك : إذا كان قريبا يشرع في أخذ ذلك يومه ذلك أو إلى أيام يسيرة وإنما هذا عنده بمنزلة البيع ليس بمنزلة السلف .

قلت : فأصواف الغنم إذا سلف في أصواف غنم بأعيانها فهو جائز في قول مالك في إبان جزازها ، واشترط أخذ ذلك قريبا إلى أيام يسيرة بمنزلة ثمرة حائط بعينه أو لبن غنم بأعيانها ؟

قال : نعم .

قال ابن وهب : قال : قال ربيعة وأبو الزناد : لا بأس باشتراء الصوف على ظهور الغنم .

قال مالك : إن كان ذلك بحضرة جزازها فلا بأس به إن شاء الله .

قلت : أرأيت إن أسلف رجل في لبن أغنام بأعيانها أو أصوافها أو في ثمر حائط بعينه وليست الغنم ولا الحائط لهذا الرجل الذي سلف فيه ؟ .

قال : قال مالك في الرجل : يبيع السلعة ليست له ويوجب له على نفسه أن يخلصها له من صاحبها بما بلغ قال : لا يحل هذا البيع وهو من الغرر ، قال : فأرى مسألتك في ثمر الحائط بعينه وأصواف الغنم وألبانها إذا كانت بأعيانها مثل هذا ولا أراه جائزا لأنه باع ما ليس عنده .

قلت : ما قول مالك فيمن سلف في نسل غنم بأعيانها واشترط من ذلك صفة معلومة وقد حملت تلك الغنم أيجوز ذلك في قول مالك أم لا ؟

قال : لا يجوز ، قال : وإنما مثل هذا مثل رجل سلف في ثمر حائط بعينه بعدما طلع طلعه واشترط أخذ ذلك تمرا فلا يصلح هذا .

قلت : هل يجوز السلف في سمون غنم بأعيانها أو أقطها أو جبنها ؟ .

قال : إن كان ذلك في إبان لبنها وكان يشرع فيه ويأخذه كما يأخذ ألبانها في كل يوم فلا بأس به وإن كان ذلك بعيدا فلا خير فيه وكذلك ألبانها .

قال سحنون وأشهب : يكره السمن .

التالي السابق


الخدمات العلمية